كل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم، وبهذه المناسبة نقرأ معا خلال الشهر الكريم بعض حكايات "ألف ليلة وليلة"، وسنبدأ بحكاية الملك قمر الزمان ابن الملك شهرمان.
فى الليلة الأولى بعد المائتين قالت: بلغنى أيها الملك السعيد أنه كان فى قديم الزمان ملك يسمى شهرمان صاحب عسكر وخدم وأعوان إلا أنه كبر سنه ورق عظمه لم يرزق بولد فتفكر فى نفسه وحزن وقلق، وشكا ذلك لبعض وزرائه وقال: إنى أخاف إذا مت أن يضيع الملك لأنه ليس لى ولد يتولاه بعدى، فقال له الوزير: لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً فتوكل على الله أيها الملك وتوضأ وصل ركعتين ثم جامع زوجتك لعلك تبلغ مطلوبك، فجامع زوجته فحملت فى تلك الساعة ولما كملت أشهرها وضعت ولداً ذكراً كأنه البدر السافر فى الليل العاكر فسماه قمر الزمان وفرح غاية الفرح وزينوا المدينة سبعة أيام ودقت الطبول وأقبلت العشائر وحملته المراضع والدايات وتربى فى العز والدلال حتى صار له من العمر خمس عشر سنة وكان فائقاً فى الحسن والجمال والقد والاعتدال.
وكان أبوه يحبه ولا يقدر أن يفارقه ليلاً ولا نهاراً فشكا الملك شهرمان لأحد وزرائه فرط محبته لولده وقال: أيها الوزير لأنى خائف على ولدى قمر الزمان من طوارق الدهر والحدثان وأريد أن أزوجه فى حياتى.
فقال له الوزير: اعلم أيها الملك إن الزواج من مكارم الأخلاق ولا بأس إن تزوج ولدك فى حياتك فعند ذلك قال الملك شهرمان: على بولدى قمر الزمان فحضر وأطرق رأسه إلى الأرض حياء من أبيه فقال له أبوه: يا قمر الزمان اعلم أنى أريد أن أزوجك وأفرح بك فى حياتى، فقال له: اعلم يا أبى أننى ليس لى فى الزواج وليست نفسى تميل إلى النساء لأنى وجدت فى مكرهن كتباً بالروايات وبكيدهن وردت الآيات وقال الشاعر:
فإن تسألونى بالنساء فإنـنـى خبير بأحوال النسـاء طـيب
إذا شاب رأس المرء وقل ماله فليس له فى ودهن نصـيب
ولما فرغ من شعره قال: يا أبى إن الزواج شىء لا أفعله أبداً، فلما سمع السلطان شهرمان من ولده هذا الكلام اغتم غماً شديداً إلى عدم مطاوعة ولده قمر الزمان له، وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة