يعد كتاب "تاريخ الخلفاء" أحد أهم كتب التاريخ الإسلامى، ألفه الحافظ جلال الدين السيوطى (849-911)، حيث يختص الكتاب بتاريخ الخلفاء المسلمين، من عهد الراشدين إلى نهاية زمن العباسين.
أرخ الإمام السيوطى فى هذا المؤلف للخلفاء المسلمين، حيث ترجم فيه الخلفاء أمراء المؤمنين القائمين بأمر الأمة من عهد أبى بكر الصديق رضى الله عنه إلى عهده (أى عهد الإمام السيوطى) والذى يعنى عهد الدولة العباسية، حيث جاء التاريخ مرتباً على زمانهم الأول فالأول، وقد ذكر فى ترجمة كل منهم ما وقع فى أيامه من الحوادث المستغربة، ومن كان فى أيامه من أئمة الدين وأعلام الأمة.
ويقدم الكتاب تراجم موسعة للخلفاء، ويذكر بداية خلافة كل منهم وأعماله وآثاره فى أيام خلافته وعماله فى البلاد و أهم الأعلام الذين توفوا فى زمانه والولايات الإسلامية ثم يذكر تاريخ وفاته ومدفنه وقد توسع فى الخلفاء الراشدين.
وقد احتوى الكتاب على عدة فصول قبل البدء بذكر الخلفاء لخصها جلال الدين السيوطى فى التالى: فصل فى بيان كون النبى لم يستخلف وسر ذلك، فصل فى بيان أن الأئمة من قريش والخلافة فيهم، فصل فى مدة الخلافة فى الإسلام، فصل فى الأحاديث المنذرة بخلافة بنى أمية، فصل فى الأحاديث المبشرة بخلافة بنى العباس، فصل فى شأن البردة النبوية التى تداولها الخلفاء إلى آخر وقت، فصل فى فوائد منثورة تقع فى التراجم ولكن ذكرها فى موضع واحد أنسب وأفيد.
وجلال الدين السيوطي، (القاهرة 849 هـ/1445 م- القاهرة 911 هـ/1505 م) أحد كبار علماء المسلمين، عاش فى عصر كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا فى علوم الدين على تعدد ميادينها، وتوفروا على علوم اللغة بمختلف فروعها، وأسهموا فى ميدان الإبداع الأدبي، فتأثر السيوطى بهذه النخبة الممتازة من كبار العلماء، فابتدأ فى طلب العلم سنة 1459م، ودرس الفقه والنحو والفرائض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة