لا يمكن إنكار حجم موهبة حسام حسن ومعه توأمه إبراهيم كلاعبين، فهما يمتلكان شعبية كبيرة لدى جمهور الكرة، لكن الموهبة وحدها لا تكفى فى الاستمرارية والحفاظ على تلك الشعبية فى قلوب عشاقهما، خصوصًا أن خطايا التوأمين داخل ساحات المستطيل الأخضر وخارجه عديدة ولا يمكن حصرها، فهما يلعبان طوال الوقت على وتر الشعبية التى يتمتعان بها، نظراً لمشاركتهما فى حصد البطولات سواء مع المنتخب الوطنى أو الأهلى أو الزمالك، من أجل حث الجماهير ضد من يقف حائلاً أمام تحقيق الرغبات الخاصة بهما، بعيداً عن إذا كان لهما حق أم لا.
تحدثت فى المقال السابق عن جزء بسيط من أزمات التوأمين حينما كان يلعبان فى النادى الأهلى، فالمعروف للجميع أن الثنائى منذ أن كانا فى صفوف "القلعة الحمراء تدرجا من قطاع الشباب إلى الفريق الأول وهما مادة دسمة للخلافات التى تعددت أطرافها، فلم يفلت منهما إلا القليل، ومن ينسى الراحل صالح سليم رئيس النادى، حينما رفض كل محاولات بقائهما داخل النادى بسبب كثرة مشاكلهما، وأصر على عدم التجديد معهما، رغم علمه بأنهما سيتوجهان إلى الغريم التقليدى "الزمالك".
الثابت خلال هذه الحقبة أنه التوأمين بالفعل خرجا من الأهلى بلا عودة، إلا أن المشاكل ظلت هى عنوان حياتهما، حيث إنه فى عام2001 ارتكبا واقعة مؤسفة خلال لقاء مصر والمغرب فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم، حيث اشتبكا مع لاعبى المغرب بالقاهرة، متهمين إياهم باستخدام السحر الأسود عقب التعادل فى هذه المباراة سلبيا، وبعدها ظل الثنائى يلعبان بالزمالك وإحقاقا للحق نجحا فى إضافة العديد من البطولات مع القلعة البيضاء وسط الجيل الذهبى الذى ضم كوكبة كبيرة من اللاعبين على رأسهم "الثعلب" حازم إمام، حتى جاءت فاجعة الموسم الذى خسرا فيه أمام الأهلى بنتيجة 6-1، ليخوضا بعدها سلسلة تجارب مع أندية أخرى مثل الاتحاد السكندرى والترسانة، قبل أن يبتسم الحظ لحسام حسن تحديدًا ويتم اختياره لقيادة المنتخب الوطنى فى كأس الأمم الإفريقية 2006 بمصر تحت قيادة "المعلم" حسن شحاتة كنوع من التكريم على ما قدمه طوال مسيرته مع المنتخب.
واقعة انضمام حسام حسن للمنتخب فى 2006، أرى أنها تنسف فكرة المؤامرة الكونية التي يتبناها التوأمين، ويؤكدان فى معظم المناسبات أن هناك من يتآمر ضدهما للقضاء على تاريخهما ويمنعهما من تحقيق أية إنجازات جديدة، وهى المؤامرة التى ظلت معهما حتى سلكا مجال التدريب، فهما يمتلكان العديد من الكوارث أيضًا منذ الاعتزال وحتى الآن، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: عندما كان إبراهيم حسن يتولى منصب مدير الكرة وحسام حسن المدير الفنى للمصرى البورسعيدى، وفى أثناء مباراة للفريق مع شبيبة بجاية الجزائرى فى ملعب الأخير بكأس أندية شمال أفريقيا اعتدى إبراهيم على جبران تواتى الحكم الرابع الجزائرى فى واقعة أثارت ردود أفعال غاضبة داخل مصر والجزائر ولم يجد المصرى أمامه سوى إقالة التوأمين.
لم تتوقف أزمات التوأمين عند هذا الحد بل وصلت إلى اللعب بعواطف الجماهير البيضاء، ففى أول فترة لقيادتهما تدريب الزمالك لعبا على وتيرة غياب الدوافع والحماس وأنهما الوحيدان القادران على إعادة البطولات إلى النادى، فما أن تحدث أزمة فى الفريق يتسبب فيها الثنائى إلا ويصدّران جماهير الزمالك، ويرددان أن الجماهير سوف تعمل وتتصدى وتدفع، كأن الجماهير هى حائط الصد لخطاياهما وكأنها هى التى تقود الفريق وليس الجهاز الفنى فى أى مواجهة مع أى من المواجهات الخارجية، مثلما حدث فى أزمات كثيرة أقحم فيها النادى دون داع مثل قضيته مع اتحاد الكرة فى أزمات عديدة مثل مباراة حرس الحدود الشهيرة والتى طالب فيها الزمالك باحتساب النقاط الثلاث لمصلحته بعد مشاركة أحمد عيد عبدالملك، حيث طلبا من جماهير الزمالك فى هذه الأزمة أن يتصدوا لاتحاد الكرة وطالباهم باقتحام مقر الجبلاية ، وهو ما نفذه الجماهير بالفعل وأثاروا قلقا كبيرا من الناحية الأمنية، بالإضافة إلى الدخول فى قضايا خاسرة وأشهرها قضية محمد ناجى «جدو» الذى انضم للأهلى فى النهاية رغم توقيعه للزمالك وكانت مباراة القمة فى الدور الثانى من الموسم الماضى التى انتهت بالتعادل 3/3 ووقتها طالبا الجماهير البيضاء برد الشتائم والسباب على جماهير الأهلى التى هاجمت التوأمين، وكانت هناك معركة ساخنة فى الشتائم بين جماهير الناديين، خاصة بعد نهاية المباراة واستفزاز حسام حسن لجماهير الأهلى، وكادت الأمور تتفاقم لولا تدخل العقلاء الذين نجحوا فى احتواء الأزمة.
هناك واقعة أخرى بطلها إبراهيم حسن عندما حوّل استاد القاهرة لساحة قتال فى مباراة الزمالك واتحاد الشرطة الموسم الماضى، وتعدى بالضرب على محمد إبراهيم مدرب الشرطة، وتحولت المشكلة إلى قسم الشرطة، وتم منع إبراهيم حسن من حضور باقى المباريات حتى نهاية الموسم.
ثم جاءت الواقعة الأكثر خطورة عقب «الفضيحة» التى حدثت فى لقاء الزمالك والأفريقى التونسى فى إياب دور الـ32 لدورى الأبطال الأفريقى باستاد القاهرة الدولى، والشهيرة بـ«موقعة الجلابية»، بعد نزول أعداد غفيرة من الجماهير البيضاء إلى أرضية الملعب والاعتداء على لاعبى الفريق الضيف بشكل مؤسف كاد أن يتسبب فى كارثة بين الشعبين المصرى والتونسى ، لاسيما فى ظل الاتهامات الموجهة لهما بأنهما متورطان فى هذه الموقعة، لتوجيه رسالة بأن بلدنا أصبح غير آمن بعد ثورة يناير 2011، قبل أن ينقلب عليهما جمهور الزمالك ويطلبون رحيلهما عن تدريب الفريق وقتها، ناهيك عن وجودهما على رأس القيادة الفنية للمصرى البورسعيدى، أثناء مذبحة استاد بورسعيد الشهيرة في 2012، والتي راح ضحيتها 72 فردًا من مشجعى النادى الأهلى.
كل المشاهد السابقة، كانت الجماهير من محبى التوأمين تتناساها، وأنا واحد منهم، لكن الواقعة الأخيرة التى حدثت خلال مباراة الأهلى وسموحة، لا يجب أن تمر مرور الكرام، وذلك من خلال الفيديو الذى انتشر على صفحات "السوشيال ميديا" بألفاظ نابية من حسام حسن تجاه رجال الشرطة، ولم يتوقف الآمر عند هذا الحد بل إنه قال لهم لفظياً:" لو حد فيكم مات فى أى حادث أو هجوم.. هفرح فيكم أوى"، كل هذا لمجرد أن رجال الشرطة يقومون بواجبهم وكانوا يحمون طاقم التحكيم من بطش التوأمين.. فكيف نسامح الآن شخصان لا يعرفان معنى حب الوطن؟!
المواقف والأزمات الخاصة بالتوأمين كثيرة جدًا، وتحتاج إلى مجلدات لرصدها، وحتى لا أطيل على القارئ العزيز، فإن مخلص الحكاية أن التوأمين يستحقان أن نقول إنهما أصحاب التاريخ الحافل بالأمجاد فى الملاعب، وأيضا هما رمز للأزمات والمشاكل!!
السؤال مهم الذى يطرح نفسه في النهاية: من يتآمر على حسام وإبراهيم حسن التوأمين؟ .. الإجابة لا تحتمل لكثير من التفكير، لأن من يتآمر على حسام وإبراهيم وحسن هما حسام وإبراهيم حسن نفسهما، لأنهما تناسا أن النجومية سلاح ذو حذين، إذا لم تحافظ عليها بأخلاقك ومواقفك أمام الجميع، فلن تجد جماهيرك وعشاقك الذين ظلوا يهتفون باسمكما يقفون بجوارك، وهو ما يحدث حاليًا مع التوأمين بعد أن أصبحا منبوذان من جماهير الأحمر والأبيض والدليل يحدث فى كل مباراة يكون طرفها التوأمين كمسؤولين فنيين فى أى نادٍ مرتبطان معه بعقود تدريب.. فهل يستوعبان الدرس الأخير؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة