"انتخابات تركيا" جرس إنذار لأردوغان.. التصويت يفرز شخصية سياسية جذابة قادرة على تحدى الديكتاتور العثمانى.. إمام أوغلو استطاع الفوز بجائزة اسطنبول.. ويتمتع بكاريزما تؤهله للمنافسة فى سباق الرئاسة 2023

السبت، 20 أبريل 2019 04:30 م
"انتخابات تركيا" جرس إنذار لأردوغان.. التصويت يفرز شخصية سياسية جذابة قادرة على تحدى الديكتاتور العثمانى.. إمام أوغلو استطاع الفوز بجائزة اسطنبول.. ويتمتع بكاريزما تؤهله للمنافسة فى سباق الرئاسة 2023 الرئيس التركى رجب طيب اردوغان ورئيس بلدية اسطنبول إمام أوغلو
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن نتائج الانتخابات المحلية فى تركيا التى جرت الشهر الماضى، مجرد ضربة لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذى تعرض لهزائم مريرة فى المدن الرئيسية التى ظل يسيطر عليها منذ سنوات طويلة، لكن هذه الانتخابات تمثل ناقوس خطر شخصى للرئيس رجب طيب أردوغان الذى ظل طوال الفترة الماضية يعتمد على فكرة عدم وجود منافس قوى له ليحصد أصوات الناخبين فى انتخابات تلو الأخرى.
 
وأفرزت الانتخابات بعد فترة من الصراع حول نتائج مدينة اسطنبول عن فوز مرشح حزب الشعب الجمهورى أكرم إمام أوغلو، شخصية سياسية جذابة تتمتع بكاريزما وسط الناخبين، استطاع أن يهز عرش حزب العدالة والتنمية فى أهم معاقله أسطنبول التى تعد شريان الحياة الاقتصادية لتركيا.
 
فقبل الانتخابات كان إمام أوغلو عمدة مقاطعة غير معر معروفة على أطراف اسطنبول النائية، بحسب ما تقول دورية فورين أفيرز الأمريكية. وتناولت حملته الشكاوى اليومية مثل الازدحام المرورى وتوفير فرص العمل. ومنذ إجراء الانتخابات، أظهر جانبا أكثر صرامة، فعقد مؤتمرات صحفية مرتجلة لاتهام حزب العدالة والتنمية بأنه يتصرف كما لو كان أحد قد أخذ ألعابه منه، على الرغم من أنه حاول أيضا إبداء  شعور بأن الأمور عادية من أجل طمأنة الرأى العام الذى أصابته العصبية بسبب الصراع على نتائج انتخابات اسطنبول.
 
وبالنسبة لحزب العدالة والتنمية، فإن الانتخابات المحلية التى أجريت الشهر الماضى لم تكن طبيعية، فقد عانى الحزب من أخطر انتكاسة حزبية من 16 عاما قضاها فى السلطة، حيث استغلت المعارضة الموحدة بشكل غير معتاد الاستياء الاقتصادى واسع النطاق لفرض السيطرة على أنقرة وتسع عواصم إقليمية.
 
ورغم أن العدالة والتنمية حصل مع حلفائه المتطرفين على أغلبية الأصوات التى تم الإدلاء بها وسيظل على رأس الحكومة الوطنية لأربع سنوات أخرى، لكن تراجع الدعم للحزب فى المراكز السياسية والاقتصادية فى تركيا يكشف عن صدوع فى قاعدته داخل المدن، ويهدد هذا التراجع أيضا الممارسة طويلة الأمد للحزب الحاكم الخاصة بمنح مشاريع البنية التحتية المربحة للشركات الموالية لأردوغان.
وتتابع فورين أفيرز قائلة إن حزب الشعب الجمهورى المنتمى إليه إمام أوغلو طالما تم تجنبه من قبل الناخبين المتدينين بسبب إيديولوجيته العلمانية وتصويره على أنه حزب النخبة. لكن ترشيح إمام أوغلو، المسلم الذى خصص وقتا فى حملته الانتخابية لحضور صلاة الجمعة، سمح لحزب الشعب الجمهورى، المتواضع منذ سنوات فى الحياة السياسية، بتوسيع نطاق جاذبيته. فآخر مرة سيطر فيها الحزب على أنقرة واسطنبول كان فى سبعينيات القرن الماضى ومنذ هذا الوقت أصبح هو حزب المعارضة فى البرلمان.
 
ويقول المحلل التركى عاطف بيكى، الذى عمل من قبل مستشارا صحفيا لأردوغان، إن "إمام أوغلو لا يحمل مواصفات السياسى الكلاسيكى لحزب الشعب الجمهورى، والجهود المبذولة لتشويه سمعته بالقول إنه عدو الآذان أو أنه سوف يسقط المساجد ليست منطقية".
 
وقد نشأ إمام أوغلو فى عائلة متدينة فى منطقة البحر الميت المحافظة، وحضر دروس القرآن فى المدرسة الابتدائية. وفى الجامعة، تحولت سياسته صوب اليسار وانضم لحزب الشعب الجمهورى. وبعد سنوات قليلة، فى عام 2014 أزاح عمدة مقاطعة بيليكدوز الساحرة فى اسطنبول، الذى كان ينتمى لحزب العدالة والتنمية. ومع توليه منصب العمدة، لاقى استحسانا لقيامه ببناء الحدائق ومنشأة بها مكتبة حديثة وقاعة للحفلات الموسيقية. وفى الأعياد الدينية، كان يقدم الحلوى للسكان.
 وبعد الضربة التى استطاع إمام أوغلو أن يوجهها لأردوغان والعدالة والتنمية بالفوز بمنصب عمدة اسطنبول، فإن الأنظار تتجه من الآن صوب الانتخابات الرئاسية التى ستعقد فى 2023 والتى سيكون لإمام أوغلو فرصة كبيرة فيها لمنافسة أردوغان فى ظل تراجع شعبية الأخير بسبب سياساته الاستبدادية وتدهور اقتصاد البلاد.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة