فى يناير من عام 1492 م كان ذلك تاريخ سقوط دولة المسلمين فى الأندلس، وكان سببا فيما بعد فى القضاء على آخر بقايا العرب هناك، الذى امتد لنحو ما يقرب من 770 عاما بين المرحلة الأولى من الفتح الإسلامى لإسبانيا والبرتغال عام 710 وسقوط غرناطة، آخر دولة إسلامية فى شبه الجزيرة الأيبيرية، حيث أدت إلى توسيع الممالك المسيحية فى عام 1492.
ولكن يبدو أن سقوط دولة المسلمين هناك لم تضر وجود المسلمين فقط بل اليهود أيضا، فعقب سقوط دولة المسلمين بالأندلس صدر مرسوم فى مارس عام 1492 يحمل اسم "مرسوم الحمراء" أو قرار طرد اليهود الذين رفضوا أن يتحولوا إلى المسيحية من قشتالة وأراغون، وسلسلة من المراسيم، التى فرضت على المسلمين فى إسبانيا التحول الدينى الإجبارى.
مرسوم الحمراء
فبحسب دراسة نشرت بعنوان "أسرار اليهود المتنصرين فى الأندلس" للدكتورة هدى درويش فإن الملك فريناند وزوجته الملكة إيزبيلا، ملوك قشتالة وليون وأراغون، من الكاثوليك المتشددين للمسيحية، وبسبب بغضهم لليهود بسبب موقفهم من المسيح فقد أرادا وضع نهاية لتواجد اليهود فى الأندلس، فأمروا بضرورة اعتناق اليهود هناك للمسيحية، وقررا نفى من يرفض تنفيذ الأمر، ووقع الملكان سالفا الذكر مرسوما ملكيا فى 31 مارس ينص على أن جميع اليهود الموجودين فى البلاد غير المعمدين، أيا كانت أعمارهم أو أحوالهم، عليهم أن يتركوا الأندلس، فى موعد أقصاه 31 يوليو 1492، ولا يسمح لهم بالعودة، ومن يخالف ذلك يكون عقوبته الإعدام، كما أن عليهم أن يتخلصوا من أمتعتهم خلال هذه المدة، ولهم أن يأخذوا معهم الأمتعة المنقولة وصكوك المعاملات دون النقد من ذهب وفضة.
ويشير الكتاب إلى أن كبار الشخصيات اليهودية لم يستطيعوا أن يثنوا فرديناند وزوجته عن قرارهما، وهناك يوضح الكاتب شريف العصفورى فى روايته "تسالونيكى"، أنه تم طرد عشرات الآلاف من يهودى الأندلس، تاركين خلفهم منازلهم ونقودهم الذهب والفضة وحيلهم وسلاحهم، وسمى هولاء المطرودين بالموريسكيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة