مكاسب عديدة تجنيها مصر من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى، خاصة فى ظل توجه القيادة المصرية نحو الانفتاح بشكل كبير على القارة السمراء، وتعزيز أطر التعاون الاقتصادى والسياسى مع الأشقاء الأفارقة، وبالتالى فإن رئاسة مصر للاتحاد فرصة كبيرة للقاهرة لقيادة القارة نحو التقدم وحل مشاكلها الداخلية.
وفى هذا السياق كشفت الدكتورة نرمين توفيق، الباحثة فى الشئون الإفريقية، حجم المكاسب التى تحققها مصر من خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تساهم فى تعزيز علاقاتها بشكل أكبر مع محيطها في القارة الافريقية، خاصة أن مصر كان لها دور كبير في هذا التجمع القاري منذ أن كان تحت اسم منظمة الوحدة الأفريقية، حيث استضافت القاهرة أول قمة للمنظمة عام 1964 وكان ذلك في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأضافت الباحثة فى الشئون الإفريقية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن ترأس مصر الدورة الحالية من الاتحاد الإفريقى تأتى في ظل توجه قوي من الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه أفريقيا التي تمثل العمق الجنوب للأمن الوطني المصري، فمصر تتجه إلى تدعيم علاقاتها بكل الدول الأفريقية وليس دول حوض النيل وحسب، وقد رأينا مؤخرا الوفد الطبي المصري في مملكة ليسوتو لخدمة أهلها وهي من دول الجنوب الأفريقي.
ولفتت الدكتورة نرمين توفيق، إلى أن مصر ستركز خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي كذلك على ملف مكافحة الإرهاب الذي تعاني منه معظم دول القارة في مختلف أقاليمها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا بالإضافة إلى ملف حفظ السلم والأمن في القارة، كما أن الجانب الاقتصادي سيكون حاضرا، وظهر ذلك بقوة في مؤتمر الاستثمار في أفريقيا والذي انعقد في شرم الشيخ في شهر ديسمبر 2018.
وأوضحت الباحثة فى الشأن الإفريقى، أن تصويت الدول الأفريقية بأغلبية 16 صوتا على استضافة مصر لكأس الأمم الأفريقية 2019 من أصل 20 صوتا بعد انسحاب دولة الكاميرون من تنظيم البطولة يعكس هو الأخر ترحيب الدول الأفريقية بالدور المصري الأخير في القارة، مشيرة إلى أن كل هذا يظهر أن القارة الأفريقية بها فرص واعدة، وتدعيم مصر لعلاقاتها بشكل أكبر مع الدول الأفريقية سيعود بالنفع المتبادل على جميع الأطراف، ومن ثم تعد رئاسة مصر للدورة الحالية من الاتحاد الأفريقي فرصة لدعم هذا التعاون والتكامل القارى.
من جانبه شرح الدكتور محمود أبو العنين، أستاذ العلاقات الدولية الإفريقية وعميد كلية الدراسات الأفريقية العليا سابقا، فلسفة الاتحاد الأفريقى، مشيرا إلى أن الاتحاد ينتخب رئيس يتولى لمدة عام،و يكون بجانبه الرئيس السابق للاتحاد بجانب الرئيس القادم إذا كان قد تم انتخابه، وهذا يضمن الاستمرارية فى إدارة شؤون القارة.
وقال أستاذ العلاقات الدولية الإفريقية فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن الاتحاد الأفريقى، هو المظلة القارية التى تضم كل دول القارة من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية، ويضم 55 دولة ، ورئيس الاتحاد عليه إدارة شؤون الاتحاد بالتنسيق مع اجهزة الاتحاد كلها وهى 10 أجهزة.
ولفت عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا سابقا، إلى أن الاتحاد الأفريقي حل محل منظمة الوحدة الأفريقية التى اسستها مصر عام 1963، فيما بدأ الاتحاد الافريقي عام 2002، كان يعقد مؤتمر قمة كل عام مرة، ولكن ابتداء من 2005 أصبح هناك قمتين بسبب كثرة مشاكل القارة واحد فى يناير وأخرى فى منتصف العام فى يونيو.
وأشار الدكتور محمود أبو العنين، إلى أن القمة الأولى للاتحاد تناقش قضايا أجهزة الاتحاد والتعيينات والميزانية والقضايا الهيكلية الخاصة بالاتحاد بجانب القضايا الملحة الأخرى سواء القضايا الاقتصادية والقضايا الأمنية وكذلك التكامل الإفريقى، ومن مهام رئيس الاتحاد قيادة الاتحاد الأفريقي بكامل أجهزته لتحقيق الأهداف المنشودة وحل الإشكالات الموجودة فى القارة الأفريقية.
وأوضح عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا سابقا، أن من بين أولويات مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى جزء مؤسسى يتعلق بتفعيل أجهزة الاتحاد وتحديثها مثل مفوضية الاتحاد والجماعة الاقتصادية الافريقية وميزانية الاتحاد الخاصة مثل ميزانية صندوق السلام الذى يشرف على عمليات السلام داخل القارة، والذى يوجد به بعض الإشكاليات خاصة فى التمويل، وهذا الصندوق يضمن عدم تدخل قوى خارجية فى القضايا الأفريقية.
ولفت عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا سابقا، إلى أن من بين الأولويات أيضا هو الصراعات الداخلية بالدول الأفريقية مثل الصراع فى ليبيا وفى الصومال، ومكافحة الإرهاب، وإيقاف تغلغل الجماعات الإرهابية فى دول جنوب أفريقيا، بالإضافة إلى الوحدة الاقتصادية للقارة الأفريقية، وتعميم اتفاقية التجارة الحرة، خاصة أن دول إفريقيا تستثمر خارج القارة أكثر من استثمارها داخل القارة وهو ما يتطلب تعزيز التعاون الاقتصادى لتعزيز الاستثمار المتبادل بين دول القارة الأفريقية.
بدوره قال محمد حامد، الباحث فى شؤون العلاقات الدولية، إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى إنجاز كبير خاصة أننا كنا منذ 6 أعوام خارج القارة الأفريقية ، وتم تجميد عضويتنا ولكن الآن نترأس الاتحاد وهو ما يؤكد قوة التواجد المصرى فى القارة.
وأضاف الباحث فى شئون العلاقات الدولية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى هو انطلاقة جديدة لمصر فى القارة، وتوطيد العلاقات مع دول القارة السمراء، ربط مصر اقتصاديا بشكل كبير بالقارة الإفريقية بحيث تكون المصالحة المشتركة موجود بشكل كبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة