فى مفاجأة غير متوقعة تمكن بعض الباحثين من العثور على مذكرة وبعض الوثائق، التى تتحدث عن راهبة عاشت فى العصور الوسطى قامت بتزوير تاريخ وفاتها، وهربت من ديرها للفرار من حياة العزوبية والسعى إلى حياة الشهوانية الجسدية.
كانت الراهبة "جوان" تعيش فى منزل القديس كليمنت فى يورك عام 1318 بإنجلترا، حيث قررت طلب مساعدة أخواتها لإنشاء دمية تمثل جسدها لكى تهرب ليلاً، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "ديلى ميل" البريطانى.
وراح القديس بعد ذلك يأمرها بالعودة إلى حياة الفقر والطاعة، والتخلى عن طريقها الجديد وهو "الشهوة الجسدية".
وكتب رئيس الأساقفة ويليام ميلتون ملاحظة باللغة اللاتينية للراهبة المنبوذة، والتى نصها: "تحذير لـ جوان ليدز، راهبة فى منزل القديس كليمنت فى يورك، يجب عليها العودة إلى منزلها".
كما بعث برسالة إضافية إلى عميد بيفيرلى لإخباره عن خداع الراهبة، وفى مذكرته قذف الراهبة وتحدث عن "سلوكها الفاضح، والغضب الذى تسبب فيه".
وأضاف "من عقل خبيث يحاكى مرضًا جسديًا، تظاهرت بأنها ميتة، ولا تخاف على صحة روحها، وبمساعدة العديد من المتواطئين معها، وضعت دمية تمثل جسدها من أجل تضليل المؤمنين المخلصين وليس لديها أى عار فى شراء دفنها فى الفضاء المقدس بين المتدينين فى ذلك المكان".
اكتشف الباحثون فى جامعة "يورك" مذكرة مكتوبة باللغة اللاتينية مدفونة داخل صفحات أحد السجلات الستة عشر المستخدمة لتسجيل أنشطة رؤساء أساقفة يورك بين عامى 1304 و1405، ولا يزال من غير المعروف إذا عادت الراهبة إلى الدير أو واصلت حياتها المتمردة للحرية، فيما وصفه الباحثون بأنه "نتيجة محبطة".
ووصفت سارة ريس جونز، وهى مديرة دراسات العصور الوسطى فى جامعة يورك، أن هذه المذكرة تمثّل الكوميديا الهزلية، ووصفت باحثًا كبيرًا فى هذا المشروع بأنها "استثنائية".
وسجلت النصوص الأحداث التى دارت فى ذلك الوقت، لكنها لم تتضمن أى معلومات بشأن ما إذا كانت الفضيحة قد وقعت فعلا.
وقال البروفيسور ريس جونز: "للأسف، هذا أمر محبط حقًا، لا نعرف نتيجة القضية، فهناك الكثير من حالات الرهبان والراهبات الذين غادروا منزلهم الدينى، ولا نحصل دائمًا على التفاصيل الكاملة أو نعرف ما النتيجة.
ويأمل الباحثون فى ترجمة محتويات جميع الكتب الـ16 وإتاحة محتوياتها على الإنترنت فى محاولة لمعرفة المزيد عن الكنيسة خلال العصور الوسطى.
ويعد رئيس الأساقفة ميلتون، من ضمن الشخصيات المثيرة للاهتمام، ويريد المحققون معرفة المزيد عنه، حيث قاد جيش من الكهنة وأفراد من الجمهور فى معركة ضد الأسكتلنديين فى عام 1319.
وأكد الباحثون أن السجلات ألقت ضوءًا جديدًا على ما كانت عليه الحياة خلال هذه الفترة، وربما تعطينا إحساسًا بكيفية إعادة تأكيد الكنيسة لسلطتها بعد هذه الأحداث الكارثية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة