كتاب "الحيوان الحكاء.. كيف تجعل منّا الحكايات بشرًا؟" الذى صدرت ترجمته عن منشورات تكوين بالتعاون مع الدار العربية للعلوم ناشرون من تأليف جوناثان جوتشل، وترجمة بثينة الإبراهيم، يبحث فى دور الحكاية ودورها الإنسانى فى الحفاظ على "بشريتنا".
يقول الكتاب "قبل عشرات الآلاف من السنين، حين كان العقل البشرى ما يزال شابًّا وحين كانت أعدادنا قليلة، كنًّا نروى الحكايات لبعضنا بعضًا، والآن، بعد عشرات الآلاف من السنين، ما يزال بعضنا يبتكر الأساطير بقوّة حول أصل الأشياء وما زلنا نشعر بالإثارة أمام الغزارة المدهشة للقصص على الورق، وعلى خشبات المسارح، وعلى الشاشات، من قصص جرائم قتل، وقصص مؤمرات، وقصص حقيقيّة وأخرى خيالية. فنحن، بوصفنا جنسًا، مُولعون بالقصّة. وحتّى حين يخلُد الجسد للنوم، يظلّ العقل مستيقِظًا طوال الليلة، يروى القصص لنفسه.
يدور الكتاب حول الطريقة التى يستخدم بها المستكشفون فى حقول العلوم والإنسانيّات أدوات جديدة، وطرائق جديدة للتفكير، لفتح مجاهل "نفرلاند" الواسعة فى إشارة من المؤلف إلى الجزيرة التى قضى فيها "بيتر بان" (الشخصية الرئيسية فى رواية "بيتر بان" لجميس ماثيو بارى) طفولته فى المغامرات متزعّمًا عصابة من الأطفال التائهين.
كما يدور الكتاب حول الطرق الّتى تُتخم بها القصص حياتنا بدءًا من الإعلانات التجاريّة إلى أحلام اليقظة والعرض الهزلّى للمصارعة المحترفة، كما أنه يتحدث عن الأنماط العميقة لتشويه خيال الأطفال وما تكشفه من أسرار عن أصول الحكاية ما قبل التاريخيّة، إضافة إلى أنّه يوضّح كيفيّة تشكيل السرد لمعتقداتنا وسلوكنا وأخلاقنا ببراعة، وكيفيّة تغييره للثقافة والتاريخ بقوّة.
ويتحدّث الكتاب عن الأحجية القديمة لحكايا الليل الذهنيّة الإبداعيّة الّتى نُسمّيها أحلامًا، وكيف أنّ مجموعة من لفافات الدماغ – الألمعيّة عادة، الهازلة أحيانًا – تفرض بنية السرد على فوضى حياتنا، كما يُبيّن هذا "الحيوان الحكّاء" حاضر القصّة المتذبذب ومستقبلها المأمول، وعلاوة على ذلك كلّه، فإنّه يتحدّث عن الغموض العميق للحكاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة