عندما أطلق الرئيس التركى رجب طيب أردوغان العدوان التركى على شمال سوريا، بدا حريصا على إطلاق عدد من المصطلحات التى أثارت الجدل، حيث وصف العملية العسكرية بـ"نبع السلام"، بينما وصف القوات التركية المشاركة بها بـ"الجيش المحمدى"، فى محاولة جديدة لإضفاء قدر من الشرعية، على الأقل بين أتباعه، على الانتهاكات والمجازر الإنسانية التى سوف ترتكبها قواته فى شمال سوريا، فى الوقت الذى يرى العالم أن الخطوة التركية تمثل امتدادا للمساعى الحثيثة التى بذلتها أنقرة لدعم التنظيمات المتطرفة فى منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها داعش.
ولعل الديكتاتور التركى يبدو وقحا متبجحا إلى الحد الذى يدفعه إلى اختيار ألفاظ من شأنها إضفاء انطباع يجافى الحقيقة فى كافة عملياته القذرة، فقد سبق وأن وصف عدوانه السابق على الأكراد السوريين بعملية "غصن الزيتون"، بينما حاول مرارا صبغ سياساته ومواقفه بغطاء دينى، وهو النهج نفسه الذى تتبناه التنظيمات المتطرفة، التى تحل القتل وترتكب الجرائم التى تندى لها الأجبان.
ولعل أول ما يتبادر للذهن عند التأمل فى المصطلحات الرنانة التى يطلقها أردوغان، والذى دائما ما يروج لنفسه باعتباره زعيما إسلاميا، هو التأثير السلبى لمثل الدعاية الدينية لدى المواطن الغربى، فى ظل انتشار ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، والتى ساهم صعود الحركات المتطرفة فى الشرق الأوسط، فى تأجيجها خلال السنوات الماضية، عبر العمليات الإرهابية التى قاموا بتنفيذها فى العديد دول العالم، سواء داخل المنطقة أو خارجها.
ففى الوقت الذى يسعى فيه الرئيس التركى إلى استثمار تنامى الظاهرة فى الغرب، لابتزاز دول أوروبا والولايات المتحدة، وإجبارهم على تحقيق أهدافه، نجده يساهم بصورة كبيرة فى دعمها وتعزيزها فى عقلية غير المسلمين من مواطنى تلك الدول، عبر إطلاق المصطلحات الإسلامية على أعماله الإجرامية التى تصل إلى حد جرائم الحرب، على حد الوصف الذى قاله وزير الدفاع الأمريكى مارك أسبر، محملا النظام التركى التداعيات الكارثية للعدوان على الأراضى السورية.
يبدو أن الصورة السلبية التى يصدرها الرئيس التركى لا تقتصر على العدوان على الأراضى العربية، وإنما تمتد إلى ما سوف تسفر عنه من نتائج، وعلى رأسها إعادة إحياء داعش، مما يخلق علاقة فى ذهن الغرب بين تلك التنظيمات وممارساتها المشينة، والأنظمة الرسمية التى تحمل شعارات دينية.
مصطلحات أردوغان الدينية تعكس حقيقة واحدة مفادها أن الانتهازية هى شعار تلك الأنظمة، حيث تسعى لاستخدام غطاء الدين لتحقيق مآربها السياسية، فى الوقت الذى يرتكبون فيه الجرائم والمجازر التى تتنافى مع مبادئ الدين، والقيم الإنسانية، لتصبح المحصلة فى النهاية هى تقديم صورة مغلوطة للغرب عن الدين الإسلامى، ربما يجنى ثمارها مواطنو تلك الدول من المسلمين، وكذلك المغتربين من دولنا العربية، والذين سيواجهون فى النهاية حملات شرسة مع صعود تيارات اليمين المتطرف فى العديد من دول الغرب.
ومن هنا يمكننا القول بأن أردوغان، ومن هم على شاكلته، هم من يتحملون مسئولية الاعتداءات اليومية التى يواجهها المسلمون فى الغرب، وفى القلب منها هجوم نيوزلندا، كما أنهم السبب الرئيسى وراء السياسات المناوئة للهجرة او قبول المسلمين ودمجهم مع المجتمعات، فى ظل استخدامه للدين لتبرير جرائمه المشينة.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
امريكا - روسيا - تركيا .. ( الخائن بشار الاسد )
امريكا سلمت شمال سوريا لروسيا و تركيا روسيا و تركيا دورهم تمكين بشار الاسد من السيطرة على مناطق الاكراد و عدم تمكين الاكراد من انشاء دولة كردية على حدود تركيا .. فيلم امريكي و الزبون هم العرب .. روسيا و تركيا و سوريا الاسد ايد واحدة