تواصل تركيا دعمها للجماعات المتشددة والإرهابية فى الأراضى الليبية منذ اندلاع الأزمة التى تعصف بالبلاد منذ عام 2011، وكثفت أنقرة من دعمها للجماعات المسلحة بالمال والسلاح عقب تهميشها فى مؤتمر باليرمو لحل الأزمة الليبية، فضلا عن محاولاتها المتكررة لدعم جماعات متطرفة تقاتل الجيش الليبى فى شرق البلاد.
وضبطت دوريات الكتيبة 108 مُشاة التابعة للمنطقة العسكرية طبرق، شحنة أسلحة تركية الصنع محملة على سيارة نوع لاند كروزر، بعد مُطارتها وتبادل إطلاق النار مع راكبيها.
وقالت تقارير إعلامية ليبية، الخميس، إن الأسلحة التركية المهربة إلى الميليشيات المسلحة تستخدم فى عملية الاغتيالات، مؤكدة أن جهود الكتيبة 108 مشاة التابعة للجيش الوطنى الليبى نجحت فى إحباط تهريب الأسلحة التركية إلى الميليشيات المسلحة فى شرق البلاد.
يشار إلى أن شحنتى سلاح على متن باخرتين تركيتين صادرتهم السلطات اليونانية وميناء الخمس البحرى أثارتا جدلا واسعا ومطالبات بفرض عقوبات دولية على تركيا لمخالفتها قرارات دولية بشأن منع توريد السلاح إلى ليبيا.
وضبطت الجمارك الليبية فى ميناء الخمس غرب ليبيا، الأسبوع الماضى، شحنة من الأسلحة التركية تتضمن مسدسات من طراز 9 ملم مع مئات الآلاف من طلقات الذخيرة الخاصة بهذه المسدسات، وهى تركية المنشأ ومُصنّعة من قبل شركة "zoraki" التركية للصناعات الحربية.
وكشف رئيس لجنة المتابعة بميناء الخمس الليبي محمد القويري عن تفاصيل جديدة بشأن شحنة الأسلحة التركية المضبوطة بالميناء، مؤكدا أن الشحنتين لشركتين، هما: "سحاب للاستيراد والتصدير" و"تاكراولا" العاملتان في مجال استيراد المواد الغذائية وفقا لمراسلات رسمية.
وقال القويري، في تصريحات صحفية، إن "التحقيقات جارية بشأن الوضع القانوني للشركتين، لافتا إلى أن شركة الملاحة التي قامت بالشحن هي "مرفأ مصراتة للخدمات الملاحية"، والسفينة المحملة بحاويتي الأسلحة ترفع علم (أنتيكيا) موضحا أنها انطلقت من ميناء إسطنبول إلى ميناء الخمس".
وأوضح القويري أن "إجراءات متابعة الشركتين المشار إليهما لدى جهات الاختصاص حاليا، وذلك لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهما"، مشيرا إلى أن المضبوطات لدى "مديرية أمن الخمس".
بدوره أكد العميد أحمد المسمارى المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر أن الجيش الوطنى الليبى طالب بتحقيق أممى ودولى فى الدعم التركى للجماعات الإرهابية وتهريب الأسلحة، قائلا: "نعرف عدونا جيدا يا أردوغان.. ونعرف تدابيركم جيدا ولدينا تدابيرنا"، مشددا على ضرورة فتح تحقيق عاجل لاختراقات أنقرة لقرارات مجلس الأمن الدولى.
ولفت المسمارى إلى أن تركيا باتت دولة تهدد أمن واستقرار ليبيا وتونس ومصر، بسبب دعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للإرهاب، وسعيه لإحياء "السلطنة العثمانية على جثث الشعوب العربية".
وتلتزم بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا الصمت حيال السلوك التركى الرامى لزعزعة امن واستقرار ليبيا، عبر تهريب السلاح والصواريخ إلى المسلحين الذين يتمركزون فى البلاد، واكتفت البعثة الأممية بتعليق مقتضب على تهريب شحنة الأسلحة التركية إلى ميناء الخمس.
وتوقعت البعثة الأممية فى بيان إجراء أممى للتحقيق فى كيفية وصول سفينة الشحن التركية المحملة بالأسلحة إلى الأراضى الليبية، وقالت بعثة الأمم المتحدة إن "التقارير الواردة عن شحنة كبيرة من الأسلحة وصلت إلى الشواطئ الليبية مثيرة للقلق. ليبيا بحاجة إلى الاستقرار والسلام، وليس للمزيد من الأسلحة".
الدعم التركى المتواصل لجماعات متشددة تنتمى لتيار الإسلام السياسى فى ليبيا يهدف لزعزعة أمن واستقرار دول الشمال الافريقى، وتقوية نفوذ جماعة الاخوان المسلمين فى ليبيا للقفز على مؤسسات الدولة السيادية وخاصة الأمنية والعسكرية، فضلا عن التحركات التى تقودها أنقرة لافشال أية تحركات تهدف لتوحيد المؤسسات السيادية فى ليبيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة