بالطبع سمعت عن آل كابونى أشهر رجل عصابات فى أمريكا فى القرن العشرين، ولد آل كابونى فى إقليم بروكلين بمدينة نيويورك فى يناير 1899. والداه جابرييل كابونى (1865-1920) وتيريزا كابونى (1867–1952) من المهاجرين الإيطاليين. كان والده يعمل حلاقًا وكانت والدته تعمل بالخياطة وكلاهما ولدا فى بلدة أنغرى، فى مقاطعة ساليرنو الإيطالية.
وبعد الشهرة الكبيرة التى حققها آل كابونى تحولت حياته إلى العديد من الأفلام والمسلسلات الدرامية، وبالتأكيد قدمته دائمًا فى صورة "الشرير" لكن كتاب "كيف تمسك بزمام القوة" لـ روبرت جرين يؤكد لك أنه كان ذكيًا ولم يكن شريرًا تمامًا.
يقول الكتاب تحت مسمى "مراعاة القانون"
ذات يوم فى سنة 1926 قام رجل طويل، أنيق الثياب، بزيارة آل كابوني، أحد أكبر رجال العصابات إثارة للخوف فى زمانه، وكان ذلك الرجل يتحدث بلكنة قارية أنيقة فقدم نفسه على أنه الكونت فكتور لاستيغ. ووعد آل كابونى بأنه إذا أعطاه 50 ألف دولار فسوف يضاعفها له.
وكان لدى آل كابونى من الأموال أكثر مما يكفى لتغطية "الاستثمار"، فألقى على الكونت نظرة فاحصة. كان فى الرجل شيء مختلف – أسلوبه الرفيع، طريقته – وهكذا قرر آل كابونى أن يجرب اللعبة. فعد الأوراق النقدية بنفسه وسلمها إلى لاستيغ، وقال له "حسنا يا كونت، ضاعفها فى ستين يوما كما قلت".
فغادر لاستيغ ومعه المبلغ، وأودعه فى صندوق أمانات فى سيكاغو، ثم اتجه إلى نيويورك، حيث كانت لديه خطط ومؤمرات أخرى لتوليد المال شغالة فى الوقت نفسه.
وظلت الخمسون ألف دولار فى صندوق المصرف لم يمسها أحد. ولم يبذل لاستيغ أى جهد لمضاعفتها. وبعد شهرين عاد إلى شيكاغو، واستخرج المبلغ من الصندوق، وقام بزيارة أخرى لكابونى، فنظر إلى حارسه الشخصى المتحجر الوجه، وابتسم معتذرا، وقال: "أرجو أن تقبل أسفى العميق يا سيد كابوني". يؤسفنى أن أبلغك أن الخطة فشلت.. لقد فشلت".
ووقف كابونى ببطء وهو يحملق فى لاستيغ مشدوها، وكأنه يفكر فى أى جزء من النهر سلقى به، ولكن الكونت مد يده إلى جيب سترته وسحب منها الخمسين ألف دولار، ووضعها على المنضدة، قائلا: هذه يا سيدى أموالك كاملة لم تنقص بنسا واحدا. ومرة أخرى أقدم لك اعتذارى المخلص. إن هذا شديد الإحراج لي. لم تجر الأمور حسبما قدرت، كان بودى أن أضاعف المال لك ولنفسي، والله يعلم أننى بحاجة إليه، ولكن الخطة لم تثمر أبدًا".
وتراخى آل كابونى فى مقعده متحيرا، ثم قال: "أعرف أنك رجل محتال يا كونت. ولقد عرفت ذلك من لحظة دخولك إلى هنا. وكنت توقع إما الحصول على مائة ألف دولار أو على لا شيء؟ ولكننى لم أتوقع هذا.. أن تعيد لى مالي.. حسنا" فقال لاستيغ: أكرر اعتذارى يا سيد كابوني" وبينم التقط قبعته وبدأ يغادر، صرخ آل كابونى "يا إلهى إنك لصادق! وإذا كنت متضايقًا، فهذه خمسة آلاف لمساعدتك".
كان لا ستيج يسعى منذ البداية إلى هذه الخمسة آلاف دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة