ببراءة وعفوية طفلة تقابلك بابتسامة واسعة حيث تخطف عينك من النظرة الأولى لها بالتفاف الصغير قبل الكبير حولها بشارع سوق العصر فى منطقة السبتية، لتتساءل عن سر السلعة التى تجذب إليها الجميع، وبالاقتراب أكثر تجد "أروانة" من الألومونيوم تحتضن عدة لفافات من الأقمشة المنتهية بكيس من البلاستيك لإخفاء الجبن الفلاحى عن أتربة الشارع الذى شهد 17 عامًا من جلوسها به، كما أخبرتنا بعد حديثنا معها، تلك رشا رمضان أشهر بائعة فى شارع سوق العصر والذى حمل اسمه المسلسل الشهير صاحب الاسم ذاته، لتروى حكايتها لـ"اليوم السابع".
رشا وأهل سوق العصر
عندما سألناها عن اسمها قالت بعفوية تكشف عن أميتها "رشا مرضان" - رمضان - عمرى 30 سنة ومن 17 سنة وأنا ببيع الجبنة الفلاحى هنا، فأصحى الساعة 4 الفجر، لـ"لمها" من السوق فى القناطر الخيرية البلد المتزوجة بها، وبعدها أرجع بيتى وأحضر الأكل لأولادى.
رشا ومحررة اليوم السابع
وعن أيام سفرها واختيارها لشارع سوق العصر على وجه التحديد تذكر رشا: تعودت أسافر يومين فى الأسبوع وحماتى ورثتنى المهنة بعد ما بقت "عضمة كبيرة" قالت: "أنا خلفتى صبيان وإنتى بنتى، ومن يومها وكل أهل المنطقة حبايبى وبعتبرهم أهلى وبيخافوا عليا ويعاملونى زى أختهم".
رشا
وعن ترك زوجها لها لتواجه مشقة السفر والجلوس فى الشارع لفترات طويلة تقول: عندى خمسة أولاد أربعة صبيان وبنت وحيدة، وجوزى "أرزاقى على باب الله"، يعانى من إصابة فى ذراعة ومركب شرائح ومسامير به، فأكثر مبلغ يمكن أن يتحصل عليه فى الشهر 700 جنيه، ولأنه "غلبان" استحملته، مضيفة "وهو ابن خالى وحتة منى، فلازم أعيش معاه على الحلوة والمرة، والست الشاطرة تمشى بيتها من غير ما حد يحس بيها، يعنى عمرى ما أجيب حاجة شكك يعنى ناكل طقة ونفوت اتنين ولا أمد إيدى لحد".
رشا وابتسامة رضا
وبسؤالها عن تعليم أبنائها توضح، "عندى بنتى فرحة 15 سنة مخطوبة من أسبوعين الجواز سترة لها بعد ما خرجت من العلام، وابنى سواق توك توك، وأهو نواية تسند الزير.. العلام مش اللى زينا ولا إحنا قده.. كفايا علينا منمدش إيدنا لحد"، مختتمة حديثها بلمعة أمل فى عينيها مختلطة بمرارة الكلمات السابقة "بكرة فرحة تتجوز بس مش دلوقتى.. لازم تجيب السن القانونى عشان الغرامة.. وإن شاء الله يكون بختها أحسن منى".
رشا تبيع الجبن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة