خلال السنوات السابقة، اعتادت الآلة الإعلامية المضللة لجماعة الإخوان، ابتزاز الرأى العام الدولى والداخلى عبر استخدام الادعاءات الكاذبة بتدهور صحة الرئيس المعزول محمد مرسى، نتيجة ما قالوا كذبا إنها ظروف سيئة يعانيها فى محبسه، وذلك ضمن محاولاتهم تشويه صورة الدولة المصرية فى الخارج، وهى الإدعاءات التى ثبت يقينا عدم صدقها، بل وصل الأمر فى عام 2015 إلى حد استخدام مواقع الإخوان للترويج لكذبة أن مرسى يعانى سكرات الموت، وهو ما اضطر نجله إلى تكذيب هذه الشائعة قائلا إن والده بصحة جيدة جدا.
لا يمل الإخوان من استخدام هذه الشائعة عن تعرض المعزول لظروف صحية صعبة، لكن ولأن الجميع بات يعرف جيدا هذه الكذبة ومحاولات الابتزاز الرخيصة التى تستخدم فيها فلم تعد ذات صدى لدى أحد، لذا امتدت لهم يد المساعدة من جهة أخرى تكتسى بطابع المدنية، وهى مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الذى يديره من الخارج الحقوقى "بهى الدين حسن" .
المركز الحقوقى أصدر بيانا اليوم مليئا بالأكاذيب والعبارات الخادعة، يدعى فيه أن مرسى وآخرين يعانون من ظروفا إنسانية صعبة داخل السجون تهدد حياتهم، وواصف ثورة 30 يونيو بـ "الإنقلاب العسكرى"، بل وادعى المركز فى بيانه أن هناك 650 سجينا مات فى مصر نتيجة الإهمال الطبى!، فى محاولة لتأليب الرأى العام العالمى على الدولة المصرية.
فتش عن "التمويل" الأجنبى
"بهى الدين حسن" .. اسم تكرر كثيرا خلال الفترة الماضية، فى محاولة الهجوم على الدولة المصرية، والرجل المجهول الذى أضحى معروفا، لم يكن سوى واحد من هؤلاء الذين اكتشفوا باكرا وجود "سبوبة التمويلات"،والتى ترصدها بعض الدول الأوربية فى محاولة لتجميل صورتها أمام شعوبها، وإدعاءها القيام بدور فى دعم ما تسميه بـ "الديمقراطية"، بهى الذى اكتشف هذه "السبوبة" قبل غيره أسس فى إحدى شقق وسط القاهرة، ما قال إنه "مركز حقوقى" عام 1993، وهكذا تحول هذا المركز المجهول إلى وسيلة استرزاق لهذا الرجل، مكنته من عيش حياة رغدة، والتنقل بين عدد من دول العالم والإنفاق ببذخ دون أن يكون له مهنة حقيقية محترمة تدر عليه هذا الدخل الضخم.
ومع حالة الفوضى السياسية التى دخلت فيها البلاد عقب قيام ثورة 25 يناير، ازدادت جنة "بهى الدين حسن" وتوسع فى تلقيه التمويلات، وفى عام 2016 مع إعادة فتح التحقيق فى قضية التمويل الأجنبى سافر بهى الدين حسن خارج مصر، حيث اتخذ مقرات إقامة متعددة ما بين سويسرا، وانجلترا، وتونس، مستجلبا المزيد من التمويل الأجنبى، لكن يبدو أن مصدر التمويل مختلف هذه المرة بالنظر إلى النشاط البارز فى ترويج وجهات نظر الإخوان عبر بيانات المركز التى تصدر من الخارج.
العطاء يتحول من "أوربا" إلى "الإخوان"
تمتلك جماعة الإخوان رصيدا لا ينتهى من الأكاذيب، وداعمين دوليين مستعدون للدفع بسخاء منقطع النظير، وهذا بالضبط ما يريده أمثال "بهى الدين حسن" من الذين يقتاتون على ترويج الأكاذيب وأموال التمويل، وهكذا ومع انكشاف "بهى الدين حسن" لدى العديد من الدول الغربية، نقل العطاء إلى جماعة الإخوان الإرهابية، حيث أصبح اليوم رجلهم المفضل للاستضافة على قناة "العربى" المدعومة من قطر، والتى يهيمن عليها العضو السابق فى الكنيسيت الإسرائيلى عزمى بشارة، وبهذه القناة اتخذ بهى الدين حسن منصة لإطلاق أكاذيبه.
وهكذا أصبح مركز القاهرة الذى يديره بهى الدين حسن من الخارج، لسان حال جماعة الإخوان الإرهابية، وأصبح الرجل ضيفا دائما على قنوات الإخوان المسلمين، يظهر فيها مع المذيعين المحرضين على القتل والإرهاب فى سيمفونية من عزف الأكاذيب، يدرك فيها الطرفان أين يضربان بالضبط، والهدف الرئيسى من الضربة، ألا وهو "الجيش المصرى".
أكاذيب الأوضاع الصحية لسجناء الإخوان تكشفها وفاة مهدى عاكف
الأكاذيب المستخدمة حول تردى الأوضاع الصحية داخل السجن، استخدمت أيضا مع مهدى عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان الإرهابية، والتى أدعت الجماعة تعرضه لظروف صحية صعبة، ومعاملة قاسية فى السجن رغم سنوات عمره التى تقترب من 90 عاما وقتها، ولسنوات طويلة ظل عاكف أداة الأكاذيب، حتى أتت وفاته من المرض وتفاصيلها لتكشف حجم أكاذيب الإخوان، لنكتشف أن مهدى عاكف قابع فى مستشفى ليمان طرة منذ منتصف عام 2015 وحتى يناير 2017، ثم نقل بعدها إلى مستشفى القصر العينى الفرنساوى بناء على طلبه، وهى إحدى المستشفيات المميزة فى مصر، وظل بالمستشفى منذ يناير 2017 وحتى وفاته فى سبتمبر من العام نفسه، أى أنه بقى 9 أشهر داخل مستشفى خارج السجن، وعامين فى مستشفى داخل السجن.
ورغم أن الرجل ظل لنحو 3 أعوام كاملة فى المستشفيات، ورغم وضوح ذلك فى البيان الذى صدر من وزارة الداخلية عقب وفاته لتوضح الظروف المرتبطة بها، إلا أن جماعة الإخوان الإرهابية لم تتوان فى استخدام هذه الأكذوبة بأن المرشد السابق للجماعة الإرهابية مات فى السجن، فى محاولة استجداء التعاطف!.
الجيش المصرى هو الهدف الأول والأخير
يدرك الجميع أن الحملة تهدف أولا وأخيرا إلى استهداف الجيش المصرى، ومحاولة إسقاطه كآخر جيش وطنى ضخم فى المنطقة، ومن بعدها اغراق مصر فى فخ الفوضى ومن بعدها المنطقة كلها، وبعيدا عن بيان مرسى الأخير والكاذب الذى أصدره بهى الدين حسن ومركزه الوهمى لتلقى التمويلات، فإن بهى الدين حسن قاد حملة موجهة تماما تجاه فرنسا، تطالب فرنسا بعدم تزويد الجيش المصرى بالسلاح!، بل وإدعاء أن الأسلحة التى تشتريها مصر تقوم بقمع شعوبها بها!، وهو أمر مثير للضحك، فهل تستخدم حاملات طائرات المسترال، وطائرات الرافال فى قمع الشعوب ؟!.
ويستكمل بهى الدين حسن حملته فيهاجم الجيش المصرى، وحملته العسكرية لتطهير سيناء من الإرهاب، ويلصق بها الأكاذيب والإدعاءات الفاجرة، وصامتا فى الوقت نفسه عن جرائم الإرهاب التى ترتكب فى سيناء واستهداف رجال الجيش والشرطة والمدنيين فى سيناء على يد جماعات الغدر، التى بات اليوم بهى الدين حسن حليفا لها.
أكاذيب لم يعد العالم يصدقها
يدرك أمثال "بهى الدين حسن" وغيرهم أن العالم لم يعد يصدق مثل هذه الأكاذيب، وأن حملاتهم للتشكيك فى الجيش المصرى والدولة المصرية، لم تعد تؤتى ثمارها، وأن العالم اليوم ينظر بشكل واضح إلى نجاحات الدولة المصرية المستمرة، ويدعم ثباتها واستقرارها فى بحر من الفوضى الإقليمية التى تشهدها المنطقة، لكن لـ "السبوبة" أحكامها، والداعمون للإخوان أموالهم كثيرة، ولا مانع من الارتماء فى أحضانهم ومغازلتهم لنيل ولو شطر يسير من أموال تلقى هنا وهناك، ولا مانع أيضا من المغازلة واستخدام ألفاظ الإخوان، وتفخيم صورة مرسى، ونشر صوره مع ميركل أو بان كيمون، فهذه اشياء ترضى شهية الإخوان، وتجعلهم ينفقون المزيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة