مريم شكرى تكتب: فى انتظار الضوء القادم

الجمعة، 06 يوليو 2018 10:00 م
مريم شكرى تكتب: فى انتظار الضوء القادم ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إنها هى تلك اللحظة التى تنبهر فيها بذلك الضوء الخافت المنبعث فى أقصى الطريق، متجاهلاً أى ظلام داكن محيط بك.. آملاً الخير فى ذلك الضوء رغم ضآلته؛ فإن لمعانه فاتن، صعب الهجر كبنت حلوة ذات شعر ذهبى براق يلمع فى ضوء الشمس.. متوسماً الخير فيه رغم تحذيرات كل من حولك؛ مصمم ومصر على إكمال الطريق ..

أحياناً ما ينبع ذلك الإصرار من داخلك لكونك على سجيتك لا تعرف الخداع قط ولا يعد ذلك عيباً فيك بل على العكس انه فطرة و نبل رافضين الانفصال عنك؛ متأصلين بداخلك رغم جميع العوامل التى كان لا بد من أن تكون نتيجتها ميلاد الحرص فيك بل ليس الحرص فحسب إنما التخوين كذلك..

وربما كان ذلك الإصرار نابعاً من رغبتك فى التجربة وخوض المعارك بنفسك ، فكم من معركة يحذرنا منها من هم يكبروننا سناً متخوفين وقوعنا فى نفس البلاء الذى قد سبق و ووقعوا فيه إلا أننا نصر كل الإصرار فى خوض ذات المعركة بنفسنا مهماً كانت عواقبها، يعد البعض ذلك عناد خال من المنطقية و يراه البعض الآخر نوعاً من الغباء أو رغبة فى الموت.. إلا أننى أراه حباً فى الحياة ، أملاً فى حظ أوفر وفرصة أفضل فلربما نحظى بطريق خالٍ من المعوقات؛ فلربما نحظى "بحياة جديرة بالحياة" مثلما قال شمس الدين التبريزى  ..

ولكن اتعلمون متى تتأصل خيبة الأمل؟ متى يداهمنا انعدام تلك الرغبة فى الحياة؟ حينما يخدعنا ذلك الضوء ؛ حينما يكون قد حاك لنا مكيدة جديدة من نوعها، حينما نحظى بكل ما هو أسوأ ممن سبقونا. والمشكلة لا تكمن فى تلك التجربة بل تكرارها على مختلف الأشكال و الألوان.

أكاد أسمع الجميع الآن قائلا "ده الغباء بعينه".

ولكن اسمحوا لى أن أقول إنه ليس بسذاجة ولا يمت للغباء بصلة، بل إنه الاعتقاد فى الطهارة والتصديق فى الخير والإيمان بالصدق وحسن النوايا، كفراشة منجذبة للضوء رافضة تماماً الاعتراف بأن ذات الضوء كان هو السبب فى كل من مات من سلالتها؛ فإنها فقط تحلم بأن تثبت العكس.

فلم يخيل الينا خداع ذلك الضوء وأنه حين وصولنا إليه من الممكن أن تحرقنا إشعاعاته فلم نصدق بشاعة وصفكم له ، ولن نصدق أيضاً فى احتمالية خداع الضوء القادم الذى سيقطع طريقنا؛ ولا نرغب فى التصديق ؛ حباً فى لحظة الحلم وتمسكاً بالأمل ، فسنظل مؤمنين بقدوم ضوء ذات شعاع خالمن الضرر؛ خالٍ الى تلك الدرجة التى ستبرر لنا ضرر من سبقوه وحسن نواياهم ولكن سوء تصرفهم .

نحن فقط نرغب فى التصديق فى قدوم يوم أفضل وأن كانت جميع المؤشرات تشير الى قدوم بركان ضخم فلربما يقذف ذلك البركان زهوراً  .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة