حى الأميركان.. رواية للكاتب جبور الدويهى، يرسم فيها عالمين متجاورين متناقضين فى مدينة واحدة من مدن لبنان وهى طرابلس، الأول هو الحى البائس الفقير العشوائى المغمس فى السياسة الذى اتخذت الرواية اسمه عنواناً، والثانى هو قصر آل العزام فى الحى النخبوى "الراقى".
فى رواية "حى الأميركان" يتعرف القارئ على انتصار ابنة الحى التى تخدم فى القصر بقدر من الرضا مما يوحى بإمكانية التعايش وتفاجأ باختفاء ابنها لنكتشف أنه بسبب خلفيته المتطرفة دينياً يتم تنجنيده للقيام بعمل انتحارى فى العراق ولكن صوتاً بداخله يجعله يتراجع فى اللحظات الأخيرة ويعود سراً إلى مدينته. هى رواية مكان. رواية مدينة مضطربة فى زمن متفجر بالاحتمالات.
وفى رواية "حى الأميركان" يختصر جبور الدويهى نبض المدينة عبر الزمن، ومن رحمه خرج إسماعيل محسن ليجد نفسه مجنداً للقتال فى العراق، ومن ثم مطلوباً بصفته إرهابياً يتبع تنظيم القاعدة.
ومثلما كان آل العزام ملاذا لأهله الذين خدموهم لسنين طويلة، سيجد إسماعيل ملاذه لدى عبد الكريم وريث آل العزام العائد من باريس مفعماً بالعشق ووحيداً، يقتات ذكرى حبه عبر أسطوانات الموسيقى والأغانى الأوبيرالية والعناية بأشجار الليمون القزمة التى أودعتها حبيبته لديه، دون أن ينسى يوماً طعم التفاح المغطس بالسكر الذى أطعمته إياه انتصار، والدة إسماعيل، حين كان طفلاً وزار حى الأمريكان.
رواية مدينة استعاضت عبر الزمن عن صغرها بأن تكون جزءاً من أحداث كبرى تجرى فى العالم، حيث تركز رواية "حى الأمريكان" على تصوير واقع مدينة طرابلس اللبنانية من خلال بؤرة مركزية تتمثل فى الحى الذى تحمل الرواية اسمه، ومن خلال شخصيات تنتمى إلى هذا الحى الشعبى وإلى أحياء أخرى فى المدينة.
جبور الدويهى كاتب وروائى لبنانى. صدرت له عن دار الساقى "مطر حزيران" التى اختيرت ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2008، و"شريد المنازل" التى اختيرت ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2012، ونالت جائزة "الأدب العربى الشاب"، باريس 2013، التى تمنح للمرة الأولى، كما وصلت رواية "حى الأمريكان" إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر عام 2015.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة