انطلق كرنفال الاحتفال بمولد "أبو الحجاج الأقصرى" السنوى فى يوم النصف من شعبان بمحافظة الأقصر، بمشاركة آلاف المواطنين بصعيد مصر الذين يخرجون فى "دورة مولد أبو الحجاج الأقصرى"، والذى يتم الاحتفال به فى ليلة النصف من شعبان كل عام، لإحياء ذكرى مولد الإمام أبو الحجاج الأقصرى القطب الصوفى الكبير بمحافظة الأقصر والذى يوجد ضريحه بقلب معبد الأقصر.
وفى عادتها السنوية تنطلق دورة مولد الإمام أبو الحجاج الأقصرى، من أمام المسجد عقب صلاة الظهر فى يوم النصف من شعبان، بحضور محمد بدر محافظ الأقصر، وقيادات مديرية الأمن، والذين يعلنون عن انطلاق الدورة لتبدأ مسيرتها بأبناء الأسرة الحجاجية الذين يرتدون الجلباب الأبيض وينشدون ويمدحون فى حب الإمام أبو الحجاج الأقصرى، وهو العارف بالله أبو الحجاج الأقصرى واسمه الكامل "يوسف بن عبد الرحيم بن عيسى الزاهد"، الذى استقر فى الأقصر وكان ينتمى إلى أسرة كريمة ميسورة الحال، عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير فى الدولة العباسية، وينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين بن على رضى الله عنهما.
وشارك فى دورة المولد هذا العام العشرات من الشباب وهم يمتطون الجمال التى تم تزيينها بالأعلام لأندية كرة القدم والملابس المرزكشة المميزة، وكذلك الأحصنة والذين دخلوا فى سباقات مع أنفسهم وسط أجواء من البسمات والضحكات بين الشباب، كما خرجت عربات الحنطور وتحمل السيدات والرجال.
كما ظهرت فى الدورة هذا العام عدد من المراكب التى استقلها الأطفال والرجال وتجرها عربات الكارو ومزينة بألوان وأسماء القرى والمدن التابعة لها، وتجار الخضار والفاكهة الذين حملوا سيارات نقل كبيرة بالفواكه لتوزيعها على الأهالى فى كل شارع تسير فيه دورة المولد.
وبجانب المديح والأناشيد الدينية خلال الدورة، ظهرت سيارات نقل كبيرة أمامها العشرات من الشباب الأقصرى وهم يحملون العصى والشوم وينشدون الأغانى النوبية الشهيرة للفنانين الصعايدة بالأقصر وأسوان، وسط رقص وتمايل ونشاط كبير للشباب على أنغام الموسيقى الحديثة، وذلك فى عادة سنوية بمولد الشيخ الذى يتجمع على محبته وزيارته وحضور مولده السنوى أبناء محافظات الصعيد، فى موكب تاريخى مميز يجمع الآلاف من أبناء الأقصر والصعيد، يجوب أنحاء المدينة ليعود ويستقر فى قلب ميدان أبو الحجاج.
وولد الشيخ فى أوائل القرن السادس الهجرى بمدينة بغداد، فى عهد الخليفة العباسى المقتفى لأمر الله، حيث ترك سيدى أبو الحجاج الأقصرى العمل الرسمى وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية، والتقى فيها أعلام الصوفية خاصة من أصحاب الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الرازق الجازولى، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه، ثم عاد أبو الحجاج إلى الأقصر.
والتقى الشيخ عبد الرحيم القنائى (صاحب مسجد قنا الشهير)، وأقام واستقر بالأقصر، حتى وفاته فى عهد الملك الصالح نجم الدين الأيوبى عن 90 عامًا، وكان له مجلس علم يقصده الناس من كل مكان، وترك أبو الحجاج تراثا علميا، ومن أشهره منظومته الشعرية فى علم التوحيد، وتقع فى 99 بابا، وتشتمل على 1233 بيتا، وتوفى الشيخ بالأقصر عام 642هـ، ويقال أنه كان كثير الاعتكاف والانعزال بمعبد الأقصر، ولهذا السبب أقام مسجده بقلب معبد الأقصر.
وتصدر المشهد خلال الاحتفالات مشاهد الدراويش والمحبين لآل بيت رسول الله صلى الله عليهم وسلم فى حلقات الذكر والأناشيد الدينية والصوفية المختلفة، وذلك فى سرادق مختلفة بالميدان، كما تم تنظيم حلقات وحفلات التحطيب واللعب بالعصا فى الشوارع الجانبية من الميدان، وكذلك توافد الأطفال على ركوب المراجيح التى نصبت فى جانب الميدان أمام معبد الأقصر، وانتشر داخل الميدان الآلاف من الأهالى والمواطنين من قرى ونجوع محافظة الأقصر وباقى محافظات الصعيد لحضور حفلات وليالى الذكر والإنشاد الدينى فى المولد، وكذلك للخروج ظهر غد الخميس، فى دورة المولد التى تجوب أنحاء المحافظة.
وترك أبو الحجاج تراثا علميا، ومن أشهره منظومته الشعرية فى علم التوحيد وتقع فى 99 بابا، وتشتمل على 1233 بيتا، وتوفى الشيخ بالأقصر عام 642هـ، ويقال أنه كان كثير الاعتكاف والانعزال بمعبد الأقصر، ولهذا السبب أقام مسجده بقلب معبد الأقصر.
ويتميز مسجد وضريح سيدى أبو الحجاج الأقصرى الذى مضى على بنائه أكثر من 8 قرون، بشكله الفريد وتوسطه لكتلة أثرية فريدة يقصدها السياح من مختلف البلدان جعله يخطف أنظار السياح القاصدين زيارة معبد الأقصر، وتحول لدى الكثير منهم إلى فقرة رئيسية ضمن برامجهم لزيارة آثار مدينة الأقصر، حيث أنه قيمة تاريخية وأثرية تخطف عيون الوافدين إلى معبد الأقصر، للبحث فى تاريخ هذا المسجد والسبب وراء وجوده فى أحضان معبد الأقصر بهذا الشكل.
ويعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 658هـ، الموافق 1286م، وقد بنى بساحة معبد الأقصر على نسق المساجد الفاطمية القديمة، ليزاحم تماثيل رمسيس الثانى أحد أعظم الملوك الرعامسة، الذى ينسب إليه إنشاء معبد الأقصر، ويقف شاهدًا على 3 حضارات إنسانية، حيث يخترق بطابعه الإسلامى بهو معبد الأقصر الذى يحتوى على الكثير من مظاهر الحضارة الفرعونية من أعمدة وتماثيل ونقوش ورسومات لا تزال حية على جدران المعبد، والذى يضم أيضا بالإضافة إلى المسجد بقايا كنيسة قبطية قديمة طمرت تحت مبنى المسجد الذى يرتفع فوق سطح أرض المعبد بأكثر من 10 أمتار.
وكان قد تم تسجيل مسجد أبو الحجاج الأقصرى، كأثر إسلامى فى 21 يونيو 2007، وهو عبارة عن ساحة مربعة الشكل، مغطاة بقبو ومدخله الرئيسى يقع بالجهة الغربية جرت له عمارات كثيرة فى العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية والحديثة، وهو مشيد على الجهة الشمالية الشرقية لمعبد الأقصر، ويبلغ ارتفاع مدخله 12 مترًا، ويخلو من الزخارف الهندسية والنباتية واللوحات الخطية المعروفة فى العمارة الإسلامية، ويعلو المسجد شريط من الشرفات المبنية بالطوب الأحمر، لكن ما يميز المسجد عن بقية المساجد هو احتواؤه على أعمدة وأعتاب ونقوش مشابهة تماما لمعبد الأقصر، وقد جاء اكتشاف هذه النقوش بالصدفة البحتة بعد تعرض المسجد لحريق، وكانت المفاجأة عندما كشف العاملون بالترميم عن وجود أعمدة أثرية من الطراز الفرعونى مطمورة بالمسجد، وتبين أن هذه الأعمدة هى جزء من معبد فرعونى ضخم يغطيه تل من التراب والطمى وهو نفس التل الذى قام سيدى أبو الحجاج الأقصرى ببناء مسجده فوقه.
وتعد مئذنة مسجد أبو الحجاج الأثرية من أعرق وأشهر المآذن بمصر، فهى أقدم أجزاء المسجد القديم وتعود إلى عصر أبو الحجاج، وتتكون من ثلاث طبقات الأولى مربعة الشكل، والثانية والثالثة على شكل أسطوانى، وقرب نهايتها مجموعة من النوافذ والفتحات، وهى مبنية بالطوب اللبن، والجزء الأسفل المربع مقوى بأعمدة خشبية، وتشبه مئذنة مسجد أبو الحجاج مآذن الصعيد القديمة ذات الطراز الفاطمى ويبلغ ارتفاعها نحو 14 مترا، وقد أجريت للمسجد عدة عمارات وتوسعات، وتم ترميمه أوائل القرن العشرين، وخلال النصف الأول من القرن نفسه أنشئ مسجد جديد على الطراز ذاته بجوار المسجد القديم.
وفى عام 2009، انتهت أعمال ترميم فى المسجد استغرقت عامين، وجرت تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، وبلغت تكلفتها 7 ملايين جنيه، وشملت العمارة الجديدة توسعة ساحة الصلاة وتدعيم القبة وتغيير الأسقف، بعد أن تعرض المسجد لحريق عام 2007.
كرنفال احتفالى بميادين وشوارع الأقصر فى "دورة مولد أبو الحجاج الأقصرى
الآلاف من أبناء مراكز ومدن المحافظة ينطلقون بمسيرات بـ"الهوادج" و"المراكب"
الخيول والجمال والعربات المحملة بالفاكهة احتفالا بمولد القطب الأقصرى
قوات الأمن تحدد المسارات وأناشيد دينية ومديح ومهرجانات خلال الدورة
طفل يلهو خلال دورة مولد أبو الحجاج
السادة الحجاجية يتصدرون الدورة بالمديح والأناشيد الدينية
انطلاق فعاليات الدورة فى شوارع الأقصر
الأناشيد والأغانى فى العربات خلال دورة المولد
المراكب تخرج فى فعاليات دورة مولد أبو الحجاج
الأطفال يستقلون المراكب على عربات الكارو خلال الدورة
لهو وسعادة الاطفال بدورة مولد أبو الحجاج الأقصرى
فرق الفنون الشعبية والمزمار على عربات الحنطور بالدورة
شباب الزينة يحملون صديقهم على عرق خشبى
احتفالات شباب الزينة بالعصى والشوم خلال الدورة
الجمال تخرج فى مشهد بديع بدورة مولد أبو الحجاج
الشباب يرفعون العصى والشوم خلال الرقص بالدورة
احتفالات شباب سكن الدريسة بالعصى والشوم بالأقصر
تجار الفاكهة يشاركون بعربات فى دورة المولد
ميدان أبو الحجاج يكتسى بالمواطنين فى دورة المولد
جانب من خروج دورة العربات فى مولد أبو الحجاج
لحظة انطلاق الدورة من قلب مسجد أبو الحجاج
الخيول تصهل فى شوارع وميادين الأقصر
جانب من خروج الخيول فى ميدان أبو الحجاج الأقصرى
الجمال المزينة تشارك فى دورة المولد
الهوادج الخاصة بمشايخ الأقصر خلال الخروج فى الدورة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة