رغم ما تركته حرب الحوثى الغابرة فى "عدن" إلا أنك لا يفوتك أن ترى مظاهر للحياة تبعث على الأمل وتؤكد صمود وعزيمة هذا الشعب فى مواجهة الموت والخراب، فأكثر ما يلفت انتباهك أن الحياة والموت ..الدمار والعمران يتجاوران فى تلك المدينة، اليمنيون لديهم إصرار على الحياة وفى منطقة "صيرة" وجدنا نوعا آخر من مقاومة الحرب ، الأطفال على أبواب "ملاهى صيرة " يحملون البالونات الملونة، اقتربنا منهم لنعرف قصتهم وكيف هزموا الموت بالابتسامة، "موسى الربيعى وعبدالله زهير وأحمد اللبنى ثلاثة اطفال عبروا عن معاناتهم خلال رحلة فرار من صنعاء حيث سيطر الحوثيون إلى عدن طامحين أن تمنحهم الحياة فرصة للعيش مرة أخرى ، فقال "عبدالله" الذى يبلغ من العمر 13 عاما ، حاملا بيده عددا من البالونات ،"الحوثيون أطلقوا على بيوتنا الرصاص ، وكان شباب المقاومة يقفوا فى وجههم لكن من غير سلاح، وأنا مش بخاف منهم لكن بكرههم لأنهم دمروا بلادنا"، أما "موسى" ابن السادسة فلم يعلق إلا بجملة واحدة: أتمنى نقضى على الحوثيين وترجع بلدنا.
أما "أحمد" الذى لم ينه بعد عامه التاسع أكد أنه يأتى من وقت لآخر للملاهى التى تعتبر منفذهم للعب مع أصحابه غير مكترث بما يفعله الحوثيون لكن ما يعلمه أنه ترك مدينته فى صنعاء وجاء بدون ألعابه التى كانت بمنزله حيث اضطر لتركها تخفيفا للأحمال، قال والحزن اكتسى وجهه "سبت دبدوب كان معى من ساعة ما اتولدت ولما طلبت من أمى أخده معى وإحنا فارين قالت لى سيبه ويلا بسرعة هنموت".
أحد نازحى"الحديدة": الحوثه بيخطفوا العيال
عم "حسن"، أحد النازحين من الحديدة إلى عدن وجدناه جالسا على الطريق أمام جبال شمسان يبدو الإنهاك الممزوج الحزن على وجهه، فاقتربنا منه لنتعرف على حكايته فبادرنا بمشاعره تجاه مصر وبمجرد أن قلت له إنى صحفية مصرية أيه رأيك فى مصر، قال "مصر دولة عظيمة من أيام جمال عبد الناصر..مصر أم الدنيا من زمان ..ناسنا كلهم يحبوا يتعلموا ويتعالجوا هناك وهى دائما ترحب وإحنا كمان بنرحب بأى إنسان عربى مسلم"، و"قوات التحالف كلهم واقفين معنا ونقولهم شكرا لولاكم كانت بلادنا راحت ".
وعن معاناته وكل اليمنيين فى الحديدة التى يسيطر عليها الحوثيون قال "أنا نزحت إلى عدن منذ أسبوعين بعد أن أمضينا أنا وأسرتى فترة تعب من وقت وقوعها فى أيدى الحوثيين وولادى هربتهم من سنتين لمنطقة فتح فى عدن، إحنا عمرنا ما شوفنا حرب زى دى، بيضربوا بعنف وبيأخدوا العيال والشباب الصغير من الشوارع للتجنيد وبيستخدموهم دروع بشرية فى الحرب واللى يحاول يهرب من الجبهة يقتلوه عشان كده أنا هربت ولادى على عدن، شفت أطفال كتير مقتولين وبيودوهم السلاخنة هناك.
وعن معاناة أهالى الحديدة يقول:"عايشين الجوع والحرمان والمرض والرضع مش لاقيه لبن، واللى قدروا ينزحوا هربوا على جعولة وعدن..الحوثيين منتشرين فى الشوارع هناك ويتخفوا فى شكل بياعين قات عشان يراقبوا الناس، والأسلحة منتشرة بالشوارع وبيعها وشراها سهل لأى حد، والقناصة منهم متمركزين فوق أسطح العمارات فى منطقة 7 يوليو، كمان بيسرقوا إغاثات الشعب والناس عندها مجاعة خاصة اللى فى الريف خاصة قرية عين زبيب مفيهاش أكل ولا شغل حتى أسعار السلع فى الدكاكين مضاعفة فمثلا كيلو الرز وصل 500 ريال بدل 300 والبترول وصل اللتر 800 ريال ، وأقول فى النهاية للحوثيين "اللى بتعملوه مش لصالح للإسلام ولا للمسلمين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة