ودعت قرية بنى أحمد الشرقية التابعة لمركز المنيا، الفنان الشعبى أو كما كان يطلق عليه "مداح الرسول" مكرم المنياوي عن عمر يناهز 71 عاما، ترك من خلفه جيلا كاملا عشق أناشيده وقصائده، ورغم أنه قبطى لم يكن يهتم بما يقال عنه، وأصبح "معشوق المسلمين" قبل الأقباط فقد كان مكرم المنياوى يحيى حفلات الحجاج والمعتمرين وليالى الأولياء والصالحين، إلى جانب حفلات السيدة العذراء وذاع صيته فى كل مكان.
هنا بداخل قرية "بنى أحمد الشرقية" كان يسكن الفنان مكرم جبرائيل غالى المنياوى، والذى رفض أن يمتهن مهنة الخياطة ويسير على درب والده وقرر أن يعمل بمهنة الطرب والفن، معلنا رفضه للسياسية، كما أنه لم يغنى أمام راقصة طوال عمره.
مكرم المنياوى ولد عام 1947، وأشعل ليالى قرى الصعيد منذ منتصف الستينيات بالطرب والمواويل والقصص، حيث عمل ترزيا فى مقتبل العمر وكان يهوى سماع عبد الرازق العربى، وهو من عرب الطيبة بمركز سمالوط، ومحمد طه، وغيرهم من نجوم الطرب الشعبى.
وكانت قصة أولاد جاد المولى ولملوم، وهى قصة شعبية حدثت فى مغاغة فى عزبة الأقفاص، سبب رئيسى فى شهرته والتى حصلت وقائعها سنة 1936، وأساسها صراع انتخابات بين صالح لملوم وأولاد جاد المولى.
ومن أهم الحفلات التى أحياها مكرم المنياوى طوال مشوار عمله فى الفن مولد العذراء وميت دمسيس ودرنكة ومولد سيدى العارف بالله عبد الرحيم القناوى، والعارف بالله سيدى الفرغلى بأبو تيج بأسيوط.
ومن أشهر أقواله "كثيرون دائما يتساءلون إزاى ده قبطى ويمدح الرسول.. إحنا أهل واللى ما يرضيش أهله ميبقاش منهم والفنان ميزان لا يميز، ويقولون إزاى مكرم اللى داقق صليب على أيده بيمدح فى الرسول وأقول لهم "أنتم مالكم ومال مكرم والرسول خليكم فى حالكم"، كما غنى المنياوى فى فرنسا بحفلات قصور الثقافة والعراق.
رحل مكرم المنيا وترك ربابته شاهده على أعماله الفنية التى أصبحت موروثا شعبيا عشقه الناس فى مختلف محافظات الصعيد.
من ناحيته، قال هانى مكرم نجل الفنان الشعبلى الراحل، إن آخر أعمال والده الفنية كانت كليب بعنوان "يا دار قوليلى"، وآخر حفلة أقامها كانت منذ فترة بإحدى قرى مركز أبوقرقاص، وأن والده توفى بعد صراع مع المرض داخل المستشفى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة