بدأ حياته بالأناشيد الدينية ومدح الرسول، ورغم أنه قبطى لم يهتم بما يقال عنه، وأصبح "معشوق المسلمين" يحيى حفلات الحجاج والمعتمرين وليالى الأولياء والصالحين، وذاع صيته فى كل مكان.
داخل قرية "بنى أحمد الشرقية" يسكن الفنان مكرم جبرائيل غالى المنياوى الملقب "بمداح الرسول"، ورفض أن يمتهن مهنة الخياطة ويسير على درب والده وقرر أن يعمل بمهنة الطرب والفن، معلنًا رفضه للسياسية، كما يكره أن يغنى أمام راقصة.
مكرم المنياوى ولد عام 1947، وأشعل ليالى قرى الصعيد منذ منتصف الستينيات بالطرب والمواويل والقصص، ويقول: "أنا أحب الغنا والدندنة وأنا عمرى 17 سنة، وعملت بمهنة الترزى فى مقتبل العمر وكنت اهوى سماع عبد الرازق العربى، وهو من عرب الطيبة سمالوط، ومحمد طه، وغيرهم من نجوم الطرب الشعبى، وهذه كانت بداياتى مع بحر الطرب والمواويل".
وأضاف: "أول موال كان سبب شهرتى، كان قصة أولاد جاد المولى ولملوم، وهو قصة شعبية حصلت فى مغاغة فى عزبة الأقفاص، وأضفت لها من عندى حسب المزاج الفنى، وعملت لها موال غير اللى بيتقال، والقصة دى حصلت وقائعها سنة 1936، وأساسها صراع انتخابات بين صالح لملوم وأولاد جاد المولى"، متابعًا: "أرفض الوقوف أمام الراقصات لأن اللى بيقف أمام رقاصة يبقى "أراجوز" مش فنان لأن الفن معنى وكلمة وإحساس وروح مش رقص وتنطيط".
وتابع: "أحييت ليالى كثيرة لسنوات طويلة وقلت الأناشيد والطرب فى مولد العذراء وفى ميت دمسيس ودرنكة وفى مولد سيدى العارف بالله عبد الرحيم القناوى، وكانت أشهر حفلاتى للصالحين هى إحياء ليلة العارف بالله سيدى الفرغلى بأبو تيج بأسيوط"، مضيفًا: "كثيرون دائما يتسائلون "إزاى ده قبطى ويمدح الرسول" والجاهل اللى يقول كده، وأنا بقول اللى أنا مقتنع به وعارف أنه هيفرح الناس، وانا أراضى الطرفين من أهلى فى كل مصر، إحنا أهل واللى ما يراضيش أهله ميبقاش منهم، وكتير تعرضت لمشاكل بلا سبب، غير أن الناس مش عايزة الناس تحب بعضها".
ويضيف مكرم المنياوى: "الفنان ميزان لا يميز والفنان يأخد حس الكل، ويهدى نفوس الكل، وإلا ميبقاش للفن فايدة خالص، ويقول لك إزاى مكرم اللى داقق صليب على أيده وبيمدح فى الرسول وأقول لهم "أنتم مالكم ومال مكرم والرسول خليكم فى حالكم".
ومن مقتطفات ما قالته فى مدح الرسول..
(هات القلم واكتب عن الظالمين
بحق رسول الله تبعدنا عن الظالمين)
وقلت أيضا:
(يوم شرقوا الركب ع النبى كنت أقرط على النابات
والورد كان شوك فتح للرسول ونبات
تصرف جنيهك للحبايب تتعوض ألوفات)
وقلت فى الست العذراء مريم
(يا أم المسيح ده إحنا الكل محاسيبك
إن سابك الكل أنا وحدى ما حا اسيبك
بحق عمانوئيل تخلينا محاسيبك
سبوا الشريفة قالوا لها خدى ابنك من هنا وامشى
بيّن عجايبه المسيح فينا قبل ما يمشى
نادم على ليعازر قال له هلم خارجا قام م التراب يمشي
مريض على بركة سلوام 38 سنة
قال له قوم احمل السرير وامشى
واللى يحبك ييجى لك ع القدم يمشي)
وقلت عن الأوليا و القديسين:
(يا مصر يا أم الكرم فيك الكرم ظاهر
وفيك أم المخلص ونورها زى القمر ظاهر
وفيك الحسن والحسين ومقامهم الطاهر).
وأشار مكرم المنياوى إلى أنه لا يحب الحديث عن السياسة لأنه منذ سنوات طويلة ابتعد عن السياسة باستثناء حديث أولاد جاد المولى التى غناها فى الستينيات فقط عن صراع الانتخابات، مضيفًا: "سافرت دول كتير وغنيت فى الأوبرا المصرية مرتين، وبعدها سافرت إلى فرنسا فى حفلات قصور الثقافة، وكرمتنى الدولة هناك ورجعت أغنى مرة أخرى حتى سافرت العراق وغنيت أمام صدام حسين أكثر من 5 سنوات، ومع ذلك الدولة هنا فى مصر مكرمتنيش ولا مرة، يمكن علشان أنا قبطى ومداح الرسول وعاشق حضرة النبى والحسين وأم هاشم ولا إيه مش عارف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة