يستعرض الكاتب تيودور غراى، فى كتابه "العناصر"، والذى صدرته ترجمته العربية عن مشروع كلمة للترجمة، فى أبوظبى، والذى نقله إلى اللغة العربية المترجم عمر سعيد الأيوبى، كافة ذرات الكون المعروفة بصريا.
ينطلق تيودور غراى فى كتابه من أن كل شىء ملموس فى العالم من العناصر، وأن للعناصر وجهان: حالتها الصرف، ومجموعة المركبات التى تشكلها عندما تتحد من عناصر أخرى، ومن هنا فإن كتاب "العناصر: استعراض بصرى لكل الذرات المعروفة فى الكون" يقدم للقارئ فرصة فريدة للاطلاع على كلا الوجهين.
يتبع كتاب "العناصر: استعراض بصرى لكل الذرات المعروفة فى الكون" ترتيب ظهور العناصر فى الجدول الدورى ويخصص لكل عنصر من العناصر المئة الأولى صفحتين، مبتدئاً حيث أمكن بصورة فوتوغرافية كبيرة وجميلة للعنصر الصرف. وكثير منها يظهر بمثابة قطع فضية أو بلورات متلألئة، بينما تظهر العناصر الغازية عديمة اللون فى حالتها السائلة كالأكسجين أو فى أنابيب ضوئية كالنيون. وفى الصفحة المقابلة تقدم قصة العنصر ووصف له وصور تبين استخداماته أو المكونات التى يتواجد فيها. وابتداءً من العنصر 101، تُجمع العناصر فى مجموعتين من تسعة عناصر.
وإلى جانب قصة كل عنصر، توجد البيانات العلمية الأساسية مثل الوزن الذرى، ونصف القطر الذرى، ورسم للبنية البلورية، ورسوم بيانية توضح ترتيب ملء الأغلفة الإلكترونية، ودرجة الحرارة التى يكون عندها العنصر صلباً أو سائلاً أو غازاً. وثمة استعراض لهذه الخصائص، بالإضافة إلى جولة كاملة على بنية الجدول الدورى فى المقدمة.
ويطرح الكاتب تيودور غراى فى كتابه مجموعة من الأسئلة مقدما الإجابة عنها، ومنها: ما العناصر التى يتكون معظم وزن جسم الإنسان؟ وهل الماس أقسى مادة معروفة فى الأرض؟ وكيف يمكنك التميز بين مصباح النيون الحقيقى والمصباح الذى لا يحتوى على نيون؟ وهل من المحتمل أن تكون هناك أشكال للحياة قائمة على السيليكون. وكيف ساهم الفسفور فى الانفجار السكاني؟ وكيف يعرف المرء إذا كان مضرب الغولف الموسوم بالتيتانيوم يحتوى على التيتانيوم بالفعل؟ وما الغازات الخاملة التى ضُبطت بأنها تشكل مركبات مع عناصر أخرى؟ ولماذا يجب تصوير عاملى اللحام بالأشعة السينية قبل إجراء تصوير بالرنين المغنطيسى؟ ولماذا أسميت أربعة عناصر باسم قرية إيتربى بالسويد؟ ولماذا يقاطع محبو الغوريلا عنصر التنتالوم؟ ما العناصر التى أسميت باسم مكتشفيها من العناصر التى تحمل أسماء أشخاص؟
ويشير مشروع كلمة للترجمة إلى أن مؤلف الكتاب تيودور غراى شغوف بالجدول الدورى، وتضاهى مجموعته عن العناصر المجموعات الموجودة فى أى متحف. وهو يقدم، بظرفه المميز وسعة اطلاعه والصور الفوتوغرافية الرائعة، أمثلة مشوقة – تتراوح بين الشائعة والغريبة - عن الخصائص الفريدة لكل عنصر واستخداماته. إن هذا الكتاب الرائع ليس مجرد دليل للعناصر، لكنه يعمق تقديرك للمواد التى يتكون منها عالمنا ويحفز الصغار والبالغين على التفكير فى العناصر الأساسية لعالمنا.
تيودور غراى هو مؤلف كتاب "علم مجنون: تجارب يمكنك إجراءها فى المنزل – لكن ربما يجب ألا تفعل»، بالإضافة إلى عمود "المادة السنجابية" فى مجلة "ببيولر ساينس"، وهو أيضًا منشئ ملصق الجدول الدورى الفوتوغرافى الشهير الذى يشاهد فى الجامعات، والمدارس، والمتاحف، وفى البرامج التلفزيونية. كما أنه مؤسس مشارك لشركة برمجيات ولفرام ريسيرتش، مبتكرة بعض الأنظمة البرمجية التقنية الرائدة فى العالم.
الصور الفوتغرافية فى الكتاب من إبداع المصور الفوتوغرافى نيك مان، وهو مصور مستقل ومحترف للمناظر الطبيعية، والرياضات، والفعاليات، إلى جانب تصويره العناصر أكثر من أى مصور آخر فى العالم.
المترجم عمر سعيد الأيوبى يعمل فى الترجمة والتحرير منذ أكثر من خمس وعشريـن سنة. ترجـم عددًا من الكتب نشر بعضها ضمن منشورات كلمة مثـل: "النظم البريدية فى العالم الإسلامى قبل العصر الحديث" لآدم سيلفرشتاين، و"المرأة فى حياة نابليون" لكريستوفر هيبرت، و"الموت الأسود" لجوزيف بيرن، و"الناتج المحلى الإجمالى: تاريخ موجز" لديان كويل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة