106 أعوام على ميلاد صاحب رباعية الإسكندرية.. هل كره لورانس داريل المدينة؟

الثلاثاء، 27 فبراير 2018 08:00 م
106 أعوام على ميلاد صاحب رباعية الإسكندرية.. هل كره لورانس داريل المدينة؟ لورانس داريل صاحب الرباعية
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستة أعوام بعد المائة تمر اليوم على ميلاد الكاتب البريطانى المولود فى جلندهار فى الهند لورانس داريل (27 فبراير 1912- 7 نوفمبر 1990)، صاحب رباعية الإسكندرية، الأكثر شهرة من بين أعماله، فهو شاعر وكاتب أدب رحلات، واعتبرت رباعيته عن الإسكندرية، بمثابة تأشيرة دخوله فى مصاف عمداء الأدب الإنجليزى الحديث، أمثال: هنرى ميلر، وجيمس جويس.
 
لورانس داريل
لورانس داريل
 
وعلى الرغم من أن رباعية الإسكندرية كانت سببًا فى عالمية صاحبها، إلا أنه فى الفترة الأخيرة، وتحديدًا فى الدورة الـ48 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، خرجت علينا وجهة نظر تدعو للتأمل، أو التحقيق فيها، بعدما اتهمت الرواية بأنها تتضمن أكاذيب لورانس داريل عن الإسكندرية، هذه الرؤية كان صاحبها المؤرخ الكبير الدكتور عاصم الدسوقى، الذى قال هذا خلال الاحتفاء بالمترجم الراحل فخرى لبيب، الذى نقل لنا الرواية فى طبعتها العربية.
 
رباعية الإسكندرية فى نسختها العربية
رباعية الإسكندرية فى نسختها العربية
 
وبما أن ذكرى ميلاد لورانس تمر اليوم، فكان علينا طرح السؤال، وهو سؤال أفضل من يجيب عنه، هو الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، فهو أيضًا قدم ثلاثية عن مدينته المولود فيها.
 
إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد
 
يقول صاحب رواية "لا أحد ينام فى الإسكندرية" إن الأزمة الحقيقية تكمن فى تناول المؤرخين للأدب، والتعامل معه على أنه وقائع تاريخية، فى حين أن الأدب فى المقام الأول هو فن وخيال، والأمر الثانى، هو أن لورانس داريل عاش فى الإسكندرية ولم يولد فيها، مثل قسطنطين كفافيس، وهو مصرى يونانى، والفرق بين الاثنين، أن الأول كانت نظرته للإسكندرية نظرة عابرة، وترتبط فى المقام الأول بنظرته للجاليات التى كان ملتصقًا بها، ومحيط تعامله، ولهذا فإن معرفته بأبناء الإسكندرية المصريين كانت قليلة.
 
ويضرب إبراهيم عبد المجيد مثالاً على ذلك، فيتذكر ما يقوله "داريل" فى رباعيته "ونزلنا حى العطارين، فرأينا السود أو السمر" بحسب ما يتذكر "عبد المجيد" مؤكدًا على أنه من المؤكد أن "داريل" لم يقصد أى إهانة للمصريين فى هذه الجملة، إذا ما نظرنا إلى كونه بريطانيا ويعيش مع أصحاب البشرة البيضاء.
 
المؤرخ الكبير الدكتور عاصم الدسوقى
المؤرخ الكبير الدكتور عاصم الدسوقى
 
وفى نفس السياق، يوضح إبراهيم عبد المجيد أن نظرة لورانس داريل التى لا تختلف كثيرًا عن "كفافيس"، فالأول رأى الإسكندرية مدينة عالمية، ولها تجليات عظيمة جدًا، ومدينة عابرة للزمان، وكان متعاطفًا مع أبنائها، أم الثانى فرآها مدينته، وهذا حال أهل اليونان يرون أنفسهم صانعين للمدينة.
 
من هنا يوضح إبراهيم عبد المجيد اختلافا آخر بين ثلاثيته ورباعية "داريل"، فشخصيات رواياته جاءت من ارتباطه بمحيطه، على عكس داريل، وهو ما يعنى أن كلاهما قدم رؤيته من داخل محيطه، وفى النهاية يبقى الأدب فن وخيال.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة