داخل أحد المقاهى بمدينة المنيا، يقف شاب خلف البوفيه ، بين أكواب الشاى والقهوة وأسطوانات البوتاجاز ، تلون وجهه بالسمار ويبدو عليه الهم ، شارد الذهن، لكنه حريص على تلبية طلبات الزبائن من رواد الكافيه .
أنه عبد الله أبو العزائم الحاصل على درجة الماجستير فى قسم الفلسفة بتقدير امتيار، لكنه على الرغم من ذلك قرر أن يتحدى الظروف ورفض أن يقف فى طابور البطالة مثل المئات من الشباب ،على الرغم من حصوله على الماجستير بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وقريبا يناقش رسالة الدكتوراه ، وذلك بعد تخرجه من كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة المنيا ، يقف ذلك الشاب حزينا شارد الفكر ، عندما ينظر إلى المستقبل بعد أن حصل على أعلى الشهادات ،ولكن عليه أن يعيش ويأكل وينفق على أسرته ويفكر فى تكوين أسرة بعد أن تجاوز الثلاثين من العمر.
يقول عبد الله أبو العزائم مهنى الذى يبلغ من العمر 30 عاما ، أنه تخرج من قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة المنيا وحصل على الليسانس فى 2009 ، وبعدها قام بتحضير الماجستير واستطاع أن يحصل عليه بتقدير امتياز ، وذلك فى عام 2016.
وأضاف عبد الله : بعد حصولى على درجة الماجستير عملت فى تحضير الدكتوراه وقريبا سوف أناقش الرسالة ، مشيرا إلى أنه من المفترض أن يكون معيدا بالجامعة ، لكنه طرق كافة الأبواب ولم أجد فيها مكان والجميع أخبرنى أنه يجب أن انتظر إعلانات الصحف عن حاجة الجامعات لأعضاء هيئة التدريس.
وأكد عبد الله أنه لا يوجد نصيب إلى الآن للالتحاق بأى جامعة ، وكذلك لم أجد فرص عمل أخرى فى محافظة المنيا ،لافتا إلى أنه لم يكن من المنطق أن يقف أمام الشهادات العلمية التى حصل عليها ولا يبحث عن فرصة عمل حتى يستطيع أن يعيش وينفق على أسرته.
واستطرد قائلا : بعد أن اجتهدت كثيرا فى البحث وجدت فرصة عمل داخل أحد الكافيهات وأعمل به قهوجى وأقدم الطلبات للزبائن بطريقة عادية، لأنى لو اعتمدت على الشهادة لن أعمل ولن اتقدم أو أقدم شيئا فى حياتى مطلقا ولدى ظروف خاصة وأسرة فى حاجة ماسة إلى مساعدتى بعد أن انفقوا على ، مؤكدا أنه كان لابد أن يساعد أشقائه فى الإنفاق على المنزل، ولابد أن تسير الحياة .
وتابع عبد الله قائلا : أحمد الله أنى وجدت عملا لكنى غير سعيد لأنني المفروض أن أكون داخل الجامعة للتدريس ، فأنا متكاتف مع أسرتى وأشقائى للانفاق على الأسرة .
ولفت عبد الله إلى أنه أستبعد فكرة الزواج وتكوين أسرة فى الوقت الحالى لأنه لا يملك نفقات الزواج وخاصة مع ارتفاع تكلفة الزواج التى لا يستطيع شاب فى مقتبل العمر أن يقوم بها .
وأوضح عبدالله أن معظم زبائن الكافيه من الشخصيات المحترمة عندما يعلمون بالشهادة التى حصلت عليها يعاملوننى باحترام شديد ،على الرغم إنى لا أفكر فى ذلك لأنه بعد تحطم الحلم فى العمل بالجامعة لن اتوجع من أى شئ اخر ،وإنما انا اؤدى عملى بإخلاص حتى أستطيع آخر الشهر أن أحصل على راتبى .
ولفت أنه يقوم بتقسيم المرتب حيث الجزء الأكبر لأسرته والجزء الأخر ينفقه على المراجع والكتب حتى يتمكن من الانتهاء من رسالة الدكتوراه ، لأنها تحتاج إلى نفقات كثيرة ولا يستطيع الوفاء بها .
وتابع: أطالب جميع الشباب بالعمل وأن لا يقف طموح أحد عند حد معين لكن على جميع الشباب أن يعمل بعد التخرج وإن كان له طموح عليه أن يعمل على تحقيقه وهو يعمل ولا يجعل اليأس يدفعه إلى تدمير حياته بل يجب أن يتفائل.
ووجه عبد الله رسالة إلى الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى بضرورة التدخل لتوفير فرصة عمله له فى الجامعات المصرية الحكومية أو الخاصة.
عبد الله ابوالعزايم
عبد الله اثناء إعداد المشروبات داخل المقهى
عبد الله يجهز المشروبات لتقديمها للزبائن
شهادة الماجستير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة