دينا شرف الدين

بأى ذنبٍ قُتلوا ؟

الجمعة، 14 ديسمبر 2018 09:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
و استكمالاً لعجائب و مهازل الزمن التي لا تتوقف ، تلك الموجة المتصاعدة التي تعجز الألسنة عن وصفها و تدمي القلوب و تدمع الأعين لمجرد التفكير بها و يُصاب العقل بالشلل التام  إن حاول البحث عن مبرر لإرتكابها  من قتل الآباء لأبنائهم  و الأدهي من ذلك قتل الأمهات أيضاً لفلذات أكبادهن !!!
 
حيث بات خبراً يومياً أساسياً تتداولة مواقع و نشرات الأخبار  يمر علي مسامعنا و كأنه أمراً مألوفاً ليس حدثاً جلل تقشعر له الأبدان !
فخلال الأشهر الماضية  وقعت جريمتان من أبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية  
 
أولها : قتل الأب لطفليه الصغيران  بعد اصطحابهما لنزهة العيد و رميهما بالنهر !
و الغريب جداً أنه ميسور الحال  فلم يقتلهما لضيق العيش مثلاً أو العجز عن تلبية احتياجاتهما المادية  كما هو المبرر الواهي في قصص أخري لقتل الآباء لأولادهم  ، 
و لكن المبرر كان الإزعاج الذي يسببانه له في المنزل و هو علي حد قوله المريض مصاب بجرثومة المعدة التي يصاب بها  غالبية المصريين !
 
و ثانيها : في آخر أيام العيد الذي لم يكن سعيد ، كان الخبر الأبشع علي الإطلاق  لقتل الأم  طفليها ( خمس سنوات  و  ستة أشهر )   
 
و أحدثهم : جريمة قتل محمد لجدته من أجل المخدرات و قتل الزوج لزوجته في أسبوع العسل الأول ،  هذا غير  قتل طالبة الطب لزميلها الذئب البشري ، و الزوجة الخائنة لزوجها بالإتفاق مع عشيقها و صديقه ، و الزوج لزوجته الخائنة  ، و الأب القاتل لزوجته و أبنائه الثلاثة بالشروق ، و الأسرة الكاملة المكونة من خمس أفراد ، إلي آخره !
 
و ما دون ذلك من أخبار عن قتل الأب لإبنته أثناء مشاجرة مادية بينه و بين الأم  و قتل الطفلة الصغيرة بعد الإعتداء عليها و قتل الزوج الذي تحرش آخرون بامرأته علي إحدي الشواطئ  إلي آخره من الأهوال التي إن دلت فلن تدل إلا علي الإنحدار الحاد الذي دفع بنا و بأخلاقياتنا و أعرافنا و ديننا و إنسانيتنا إلي قاع الهاوية ، 
لا ندري ما الذي ينتظرنا أم أنه من أعمالنا سُلط علينا لنستفيق و نتطهر من أدران نفوسنا و ندعو الله أن يجعل لنا من بعد عسرٍ يسر .
 
هل ندرك و نتيقن من مسببات الكارثة التي ما زالت مستمرة علي أشُدها  لنقف علي الحلول القاطعة ؟
 
و إن قتلناها بحثاً فلن نجد حلولاً ناجزة سوي تطوير "الخطاب الديني "الذي وُعدنا سنوات بتجديده و لكنه لم يتبدل به شيئاً سوي ملابس الدعاة  اللهم إلا قليلا ، 
لتعريف أجيال جديدة بجوهر دينها الحق و استردادها من الخروج عنه و التمرد عليه و النفور منه بفعل مجموعة من السفهاء المنفرين !
 
و إعادة صياغة منظومة التعليم  كما نحلم و نتمني و بما يليق بتطلعاتنا لمستقبل أفضل و أجيال جديدة من المتعلمين بحق  ليس مجرد أعداد من الجهّال الحاملين للشهادات الجامعية !
 
و الأخلاق التي اختفت و لم يعد أحد يعرف عنها أي شئ خاصة في تلك السنوات الثقال و تحديداً لدي الأجيال الجديدة !
 
و الفنون و الثقافة و الإعلام  الذين هم  بأشد الحاجة إلي التغيير و التطهير و العودة بالقيم  و المبادئ و الإنتماء و الوطنية و التكافل و القدوة الحسنة التي يتشكل بناءً عليها وجدان أجيال بعينها مثلما كان بالماضي الغير بعيد  قبل هبوط المنحني للقاع  علي أملٍ قريب بصعوده من جديد إلي القمة كما هو المعتاد علي مر التاريخ .
 
اللهم  أصلح أحوالنا      و طهر نفوسنا     و احفظ مصرنا
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة