وجه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الملقب بـ"قاهر الصحراء" اهتماما غير مسبوق بالبيئة وشجع على الحفاظ على التراث الذى ميز دولة الإمارات، وقد سجلت اليونسكو مجموعة تضم 17 موقعاً أثرياً فى العين الإماراتية، فكان جديرا بلقب "نصير الطبيعة"، وتفوق على حماة البيئة الدوليين فى اتخاذه خطوات جدية للمحافظة على البيئة.
كما حرص الشيخ زايد على إقامة المعرض الدولى للصيد والفروسية الذى يعد محطة مهمة على خارطة المعارض العالمية المتخصصة فى هذا المجال لما يقدمه من جهود كبيرة فى ترسيخ أسس الصيد المستدام ودعم وتشجيع استراتيجية الحفاظ على التراث والتقاليد والقيم الأصيلة التى تتميز بها دولة الإمارات العربية المتحدة.
الشيخ زايد نصير الطبيعة
وقد حرص الشيخ زايد على المشاركة فى هذا المعرض كنوع من التحفيز والدعم وصولا بأن يكون المعرض على مستوى عالمى وينطلق من أبوظبى مرة كل عام، وقد حقق نجاحا كبيرا حيث تم تنظيمه فى أبو ظبى عام 2004 الذى لاقى نجاحاً وإقبالاً كبيرين مما شجع اللجنة المنظمة على السعى الدؤوب لإظهار المعرض فى أفضل وأرقى المستويات.
أشار محمد خلف المزروعى رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض وعضو مجلس إدارة نادى صقارى الإمارات مستشار الثقافة والتراث فى ديوان ولى عهد أبوظبى ـ طبقا لصحيفة البيان الإماراتية ـ إلى أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أكد حرصه على مشاركة أبنائه المواطنين وأبناء دول مجلس التعاون الخليجى فى هذا الفعاليات الخاصة بالحفاظ على التراث وتركت الزيارة التاريخية للمعرض معانى جميلة فى نفوس جميع العارضين وهواة الصيد والقنص وأضفت أهمية بالغة على المعرض ومثلت تتويجاً لنجاحه.
"زايد" قاهر الصحراء
وأكد المزروعى أن منظمة اليونسكو سجلت مجموعة تضم 17 موقعاً أثرياً فى العين ضمن قائمة التراث العالمى لليونسكو كأول مواقع إماراتية تحظى بهذه المكانة.
أكبر حماة البيئة
وقال المزروعى إن برحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس ومؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة فى الثانى من نوفمبر 2004 فقد العالم واحداً من أكبر حماة البيئة فى هذا القرن صاحب البصيرة النافذة والرؤية الثاقبة التى لن تستشرف أبعادها الحركات الداعية للمحافظة على الطبيعة إلا بعد فترة طويلة.
واعتبر الشيخ زايد الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة فى العالم فإنه قد ولد وعاش نصيراً للطبيعة وبالرغم من ولادته فى بيئة قاسية بصحراء شبه الجزيرة العربية، حيث يستعين البدو على معيشتهم بالصيد، إلا أن زايد ومنذ مقبل أيامه وحداثة سنه استشرف الحاجة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة والصيد بالصقور وبين التأكد من بقاء الصقور وطرائدها فى البرية على المدى البعيد.
الشيخ زايد
وتوصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرون لاحقاً بمبدأ الصيد المستدام، وبذلك فإن الشيخ زايد لم يسبق جيله فقط لكنه تفوق بمراحل بعيدة على دعاة حماية الطبيعة العالميين.
وبمنتصف الثلاثينات من القرن الماضى أصبح الشيخ زايد الصقار صاحب اليد الطولى فى المحافظة على الطبيعة من منطلق رؤية شاملة تهدف لبناء المجتمعات الصديقة للبيئة والحياة الفطرية.
وعلى المستوى الاجتماعى جسد زايد بلا منازع الصورة المثالية للصقار العربى وذلك لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة ما مكنه من الفوز بإعجاب وحب أفراد مجتمعه البدوى.
أدخل مفاهيم إنسانية فى رياضة الصيد
كما أدخل زايد جانباً إنسانياً في مفاهيم رياضة الصيد بالصقور التي اعتبرها تراثاً لا يقدر بثمن وبمواصلة شغفه بالصقارة نمت مهارات الشيخ زايد الفائقة والمنقطعة النظير، كما وصفها بذلك المستكشف البريطاني السير ولفيريد زيسقير الذي شاركه الصيد قبل خمسين عاماً ماضية .
حكيم العرب
وقد مثل زايد لدعاة حماية الطبيعة قيماً خالدة من منطلق قناعاته وتجاربه، لقد أحب الطبيعة والحياة البرية على نحو غير مسبوق عبر عنه الصحافى البريطانى المشهور باتريك سيل الذى قابله فى عام 1965 فى مدينة العين حينما كان حاكماً لها فقال: أن الشيخ زايد يعرف كل حجر وكل شجرة وكل طائر يصل إلى منطقته، وفوق كل ذلك فهو يدرك أهمية المحافظة على كل نقطة ماء ويحسن استثمارها وهو شغوف بزراعة الأشجار، وفيما يتعلق بوسطه الاجتماعى فإنه لا ينظر للصقارة كرياضة فردية مجردة وإنما يعتبرها فرصة للرفقة والأنس، وعلى غير ما جرت عليه العادة فى بلدان العالم الأخرى فإن الصقارة العربية ممارسة اجتماعية، ولمهارته فى الصقارة على طريقته الخاصة أصبح قريباً من قلوب وعقول مواطنيه، لقد كانت صلة المودة التى ربطته بشعبه أحد أسباب تلك المحبة والشهرة التى لم يحظ بها قائد آخر فى المنطقة بأسرها.
اتحاد الإمارات علامة على عصر جديد
وكان ظهور اتحاد الإمارات علامة على عصر جديد تمكن فيه الشيخ زايد من توسيع نطاق اهتمامه بالطبيعة والبيئة على المستويين الوطنى والتشريعى.
وقبل الاتحاد كان زايد قد شحذ رؤاه المتقدمة حول المحافظة على الطبيعة منذ أوائل الستينات وعلى سبيل المثال فقد أعد فى الوقت المناسب تماماً لعملية تم فيها أسر زوجين من المها العربى لتكون تلك الحيوانات نواة لإنشاء قطيع محمى ومتكاثر فى الأسر من هذا النوع المنقرض من البرية، وبعد 40 عاما على ذلك وصل العدد إلى أكثر من ألفين من المها العربية فى مناطق محمية من دولة الإمارات العربية المتحدة وتوجد العديد من تلك الحيوانات فى المحمية الطبيعية التى أقامها زايد فى جزيرة صير بنى ياس والتى تضم إلى جانب المها العربى المئات من الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض مثل الغزلان العربية والمها معقوفة القرون.
عدد الردود 0
بواسطة:
رفعت عبد الملاك
زايد الخير
احب مصر فاحبه كل شعب مصر