تحفل مسيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، بكثير من المواقف الخالدة، التى ساهمت فى بناء الدولة بعد توحيدها، وله مواقف كذلك فى توحيد دول التعاون الخليجى تحت راية واحدة تجمعها.
الشيخ زايد أول من نادى بالاتحاد فرأى الحاجة إلى إقامة كيان سياسي موحد له كلمة قوية ومسموعة في المحافل الدولية، وقادر على تقديم الحياة الأفضل لمواطنيه، فبدأ التحرك، وكان اجتماع "السميح"، وهي المنطقة التي تقع بين إماراتي أبو ظبي ودبي، حيث شهدت البذرة الأولى لبناء الاتحاد، حيث تم الاتفاق على تنسيق الأمن والدفاع والخارجية والخدمات الصحية والتعليمية وتوحيد الجوازات بين دبي وأبو ظبي.
وفي عام 1969 انتخب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيسًا للاتحاد التساعي، الذي ضم الإمارات السبع وقطر والبحرين، وبانسحاب الأخيرتين تم الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971 بست إمارات انضمت لها رأس الخيمة في 10 فبراير 1972، وانتخب رئيسًا للاتحاد وقائدًا أعلى للقوات المسلحة، حيث عمل على بناء المؤسسات الاتحادية وبناء القوات المسلحة.
وطالما تمثّلت رؤية الشيخ زايد في توحيد جميع دول الخليج، التي تجمعها عوامل مشتركة؛ كالتاريخ والعادات، والتقاليد والاقتصاد، والتقارب الأسري الذي يجمع بين شعوب المنطقة؛ إذ كانت لديه قناعة عميقة بفوائد الاتحاد الجمة للإمارات السبع، وجميع دول الخليج أيضًا.
وعمل الشيخ زايد مع أمير الكويت، الشيخ جابر الأحمد الصباح على إنشاء الحلم، فقد أسفرت رؤيته في دول الخليج العربية الست عن تكوين تجمع إقليمي وسياسي رسمي؛ إذ وقّع رؤساء دول البحرين والكويت، وعُمان وقطر، والسعودية والإمارات وثيقة تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتاريخ 25 مايو 1981 في قمتهم الأولى بأبو ظبي.
وعلى المستوى المحلي والإقليمي والدولي ساهم الشيخ زايد في تعزيز جهود التنمية محليًا والتأثير إيجابًا في أغلب الملفات التي واجهت الأمتين العربية والإسلامية، فيما شكلت المواقف على الصعيد العالمي منهاجا لدبلوماسية الإمارات العربية المتحدة.
ومثّل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ توليه مقاليد الحكم في إمارة أبو ظبي ومن ثم رئاسة دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر من عام 1971 نموذجًا للحكمة الإنسانية ومنبعا للتسامح والحوار والعقلانية.
ويسجل تاريخ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أحداثًا بارزة في شهر أغسطس الذي شهد توليه لمقاليد الحكم في إمارة أبوظبي بعد مبايعته في 6 أغسطس من عام 1966.
وتكشف الأحداث والمواقف مدى الثبات والوضوح الذي اتسمت به مواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خصوصًا في القضايا المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية إلى جانب دوره الكبير وجهوده المباركة في رأب الصدع العربي وتدخله لإنهاء الخلافات البينية في عديد من الدول.
وعبرت مواقف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عن انتمائه القومي الأصيل والتزامه بقضايا أمته العربية، وفي هذا الإطار يسجل التاريخ للوالد المؤسس إصداره قرارًا في 1 أغسطس1967 ألغى بموجبه جميع المظاهر الاحتفالية بمناسبة الذكرى الثانية لتوليه مقاليد الحكم في أبوظبي، وذلك تضامنًا مع تعرض الدول العربية لعدوان 6 يونيو من العام نفسه.
كما أدرك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بحنكته السياسية ضرورة مد جسور التواصل وتعميق العلاقات مع جميع الدول العربية بما فيها تلك التي تبعد جغرافيا عن الإمارات ومن هنا جاءت الرحلة التاريخية التي زار فيها جميع دول المغرب العربي ليضع معها حجر الأساس لعلاقات دبلوماسية وسياسية راسخة لا تزال الإمارات تجني ثمارها حتى يومنا هذا.
وكان قد ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أبوظبي في عام 1918، وكان والده الشيخ سلطان بن زايد كان حاكمًا لإمارة أبوظبي من (1922-1926). والشيخ زايد الابن الأصغر من بين أربعة أشقاء، وسُمِّي باسم جدِّه زايد بن خليفة المعروف بـ "زايد الأول" الذي حكم الإمارة من (1885-1909).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة