لم يكن غريباً أن يستعين الاتحاد الأوروبى بصفة عامة وإيطاليا بصفة خاصة بجهاز الشرطة المصرى، لتدريب الكوادر الأفريقية فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والتزوير.
فى وقت قياسى، أنجزت الشرطة المصرية كثيراً من المهام، بتدريب عدد من الكوادر الأفريقية على مكافحة المهاجرين غير الشرعيين، حيث تم تدريب 48 متدرباً يمثلون 16 دولة أفريقية ضمن الدورة التدريبية الثانية فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتزوير الوثائق الرسمية، وأقيم لهم حفل تخريج بمركز بحوث الشرطة، وذلك بعد تخريج الكوادر الأمنية الأفريقية التى شارك فيها 71 متدرباً من 29 دولة أفريقية فى مجالى مكافحة جرائم المفرقعات والشراك الخداعية، وحراسة الشخصيات، وتأمين المنشآت الهامة وذلك بالتعاون والتنسيق مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية.
المسئولون الإيطاليون أنفسهم ثمنوا الجهود التى تقوم بها وزارة الداخلية، حيث قال فرانك جبرابيل رئيس الشرطة الإيطالية، إن الكوادر الأمنية المصرية لديهم خبرات كبيرة فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، هذه الظاهرة التى باتت حديث الساعة، ومن ثم تحرص الشرطة الإيطالية على الاستفادة مِن الخبرات المصرية لتدريب الكوادر الأفريقية فى هذا الصدد، مضيفاً فى تصريحات سابقة له، بأنه سيتم تدريب الكوادر الأمنية على مكافحة الهجرة غير الشرعية.
ووقعت وزارة الداخلية، بروتوكولا تدريبيا مشتركا مع وزارة الداخلية الإيطالية، فى مجال مكافحة الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية بمقر وزارة الداخلية الإيطالية، حيث يتم تمويل البرتوكول بتمويل مشترك "إيطالى، وأوروبى".
ووفقاً للبروتوكول يتم تدريب 360 من كبار كوادر الشرطة الأفريقية من 22 جنسية على أحدث أساليب مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، تحت إشراف مدربين مصريين وإيطاليين وأوروبيين، كما يتضمن البرنامج التدريبى عدداً من ورش العمل التى تهدف إلى تبادل الخبرات وتوحيد مفاهيم وأساليب مكافحة هذه الظواهر الإجرامية بين دول ضفتى المتوسط.
يأتى المقترح التدريبى إنفاذاً للرغبة فى التعاون بين الاتحاد الأوروبى وجمهورية مصر العربية ممثلة فى أكاديمية الشرطة المصرية بغرض تطوير بناء قدراتها فى مجال إدارة الهجرة، ومما لاشك فيه أن التدريب يعد وسيلة أساسة للنهوض بقدرات السلطات المسؤولة عن تأمين المنافذ الحدودية وشؤون الهجرة، ومكافحة تهريب المهاجرين والاتجار فى البشر، كما تعتزم كل من مصر وإيطاليا باعتبارهما أعضاء فى مبادرة "eu-hoamri" التعاون فيما بينهما من أجل إنشاء مركز تدريبى بأكاديمية الشرطة المصرية بالقاهرة لتدريب الكوادر الشرطية المسئولة عن تأمين المنافذ الحدودية وشؤون الهجرة وإنفاذ القانون بالدول الأفريقية الرئيسية التى تعبر من خلالها وتصدر منها تيارات الهجرة.
البروتوكول يستهدف تعزيز آليات التعاون بين الدول التى تعانى من موجات الهجرة غير الشرعية، إلا أن هذه الظاهرة تتطلب تكاتف كل الدول ومؤسسات المجتمع الدولى للحد من مسبباتها، ومن أبرزها الحروب والنزاعات السياسية وضعف معدلات التنمية لدى العديد من الدول، فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة وعدم توافر فرص عمل للشباب فى هذه الدول، مما يدفعهم إلى المخاطرة بأرواحهم فى سبيل الحصول على فرص أفضل للحياة، فالهدف العام من المشروع هو تطوير المهارات الوظيفية للكوادر الشرطية الأفريقية المسئولية عن إدارة المنافذ الحدودية وشؤون الهجرة، وكذا مواجهة تهريب المهاجرين، فضلاً عن خلق ثقافة مهنية مشتركة بين العناصر الشرطية بمختلف الدول المشاركة، مما يعزز أطر التعاون على مستوى الأجهزة الشرطية الإقليمية وإنشاء منظومة متميزة من مسؤولى تأمين المنافذ الحدودية وإدارة شؤون الهجرة وإنفاذ القانون بإيطاليا والدول الأفريقية، بالإضافة إلى إنشاء شبكة تواصل ما بين ضباط الدول المشاركة مما سيعود بفائدة على ممارساتهم لمهامهم اليومية بعد عودتهم لبلادهم، مما يحقق تعزيز أطر التعاون بين الدول المشاركة فى مجال إدارة المنافذ الحدودية وشؤون الهجرة ومكافحة تهريب المهاجرين والاتجار فى البشر مما يسهم فى نشر الأمن بمختلف الدول.
ويعنى البتروكول اهتمام كل من الجانب الإيطالى والمصرى بمواجهة التحديات الناجمة عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، من خلال تفعيل آليات التعاون الشرطى لمواجهة صور الجريمة المنظمة وبصفة خاصة مكافحة الهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر استجابة لتجارب التعاون الإيجابية القائمة بالفعل فى مجال الهجرة بين وزارة الداخلية المصرية والإدارة المركزية لشؤون الهجرة وشرطة الحدود الإيطالية، والهدف من البروتوكول إنشاء مركز للتدريب الدولى بمقر أكاديمية الشرطة المصرية فى القاهرة يتولى تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل للكوادر الشرطية الأفريقية المسؤولة عن تأمين الحدود وشؤون الهجرة فى مجالات تأمين وإدارة المنافذ الحدودية، وكشف الوثائق المزورة وتقييم المخاطر وإدارة تيارات الهجرة المختلطة وإجراء التحريات لمكافحة الشبكات الإجرامية الضالعة فى عمليات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة