تابعت بمزيد من الشغف والإعجاب مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذى عقد فى مصر، يومى 14 و15 أكتوبر الحالى، وما نتج عنه من توصيات أرى أنها على قدر كبير من الأهمية على أمل أن أعود إليها فيما بعد، لكنى فى الحقيقة أحمل هنا عتابا كبيرا للقائمين على تنظيم المؤتمر ليس بسبب تنظيمه الذى شهد له الجميع بالاحترافية، ولا بسبب الموضوعات التى طرحت على مائدة النقاش التى أرى أنها على قدر كبير من الأهمية والحساسية، لكن بسبب ما عرض فى حفل افتتاح المؤتمر من مادة فيلمية وأرشيفية عن تاريخ الثقافة المصرية، فقد اهتم العرض بإبراز دور الراحل الكبير «ثروت عكاشة» فى تأسيس وزارة الثقافة المصرية والبدء فى إنشاء قصور الثقافة، ثم نسب العرض بقية إنجازات وزارة الثقافة إلى «المجهول»!
هناك أمران غاية فى الأهمية لابد من الإشارة إليهما، أولهما أن الاحتفال بالثقافة المصرية لا يجب أن يتم اختصاره بالاحتفال بـ«وزارة الثقافة»، فمصر أكبر من أى وزارة، وثقافة مصر الحديثة لا يجوز لأحد أن يختصرها فى بضعة قرارات تم اتخاذها بعد ثورة يوليو، وبعض إنجازات تمت على يد هذا أو ذاك، صدق أو لا تصدق إنجازات الأسرة العلوية الثقافية فى مصر أهم بألف مرة من إنجازات عصر عبد الناصر، وإن قارنا بين ما تم إنجازه بالفعل فى هذين العصرين فسنجد أن الكفة ترجح بلا شك عصر أسرة محمد على، بداية من محمد على نفسه وحتى الملك فاروق الأول، وإذا ما تحدثنا عن عصر نهضة مصر الثقافية فلا يمكن أن نتجاهل من أنشأ معهد الموسيقى العربى «الملك فؤاد» و«الأكاديمية المصرية بروما» ومدرسة الفنون الجميلة، ومتحف الفن الإسلامى والمتحف المصرى والمتحف القبطى، ولا يمكن أن ننسى ما أسهم به جيل «رفاعة الطهطاوى» ولا جيل «طه حسين».
أما السبب الثانى فهو أن إنجازات وزارة الثقافة المصرية فيما بعد «ثروت عكاشة» لا يجوز نسبها للمجهول أبدًا، فالجميع يعلم أن هذه الإنجازات تحمل اسمًا واحدًا صحيحًا هو «فاروق حسنى» الذى يحسب له إعادة مصر إلى الخارطة الثقافية العالمية ونقلها من الدولة المستهلكة للثقافة القديمة إلى الدولة المنتجة للثقافة الحديثة، فمنذ العصر الملكى لم يتم إنشاء متحف فى مصر إلا على يد فاروق حسنى، ولم يتم التوسع فى إنشاء المكتبات إلا فى عصر فاروق حسنى، ولم يتم تأسيس وزارة الثقافة وهيكلتها بالشكل الذى يمكنها من أداء دورها إلا فى عصر فاروق حسنى.
هذا للعلم للتاريخ، وشكرا.
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل مجاهد
الدكتور عبد القادر حاتم
ونحن نتحدث عن الثقافة المصرية لانغفل دور الدكتور عبد القادر حاتم واسهاماته فى اثراء الثقافة فى مصر