فى عام 19 هـ، الموافق 640 م، وجهت الجيوش العربية، بقيادة الصحابى عمرو بن العاص، صوبها نحو مصر، من أجل تحريرها من يد الدولة البيزنطية، والتى كانت مصر ولاية رومية تابعة لها ذلك الوقت.
ويظل فتح مصر على يد الجيوش الإسلامية فى زمن الخليفة الراشدى عمر بن الخطاب، أحد أبرز الأحداث التى مرت فى تاريخها، والتى حولها من بيزنطية مسيحية إلى عربية إسلامية، وحول لغتها من بعد ذلك الفتح إلى اللغة العربية.
جيش الدولة الإسلامية بقيادة عمرو بن العاص، شهد مشاركة عدد من الصحابة الأجلاء، ويذكر العديد من المؤرخين والمحققين أن عدد من القبائل اشتركت فى فتح مصر، ومساعدة جيوش المسلمين فى دخول البلاد، بينما رأى آخرون أن هذا الجيش الذى قام بفتح البلاد كان يتكون من قبيلة واحدة يرجع لها أغلب الصحابة، فما هى حقيقة تكوين هذا الجيش وهل كان يتكون من قبيلة واحدة.
بحسب الدكتور طارق عبد الرؤوف عامر، فى كتابه "مراحل الفتح الإسلامى لبلاد المغرب العربى" فإن العديد من القبائل شاركت فى فتح مصر، وعند الرجوع إلى خطط الفسطاط، نجد أن عددا من القبائل التى شاركت فى الفتح، عاشت فى الفسطاط، وضمت تلك الخطط قبائل اليمن وقبائل مضر وقبائل الشام.
ووفقا لما ذكره كتاب "أدب مصر الإسلامية: عصر الولاة" للدكتور محمد كامل حسين، فإن عمرو بن العاص، جاء إلى مصر ومعه عرب من قبائل مختلفة، يقال أكثرهم من عك ولخم، ويقال أيضا أن عددهم لم يزيد على أربعة آلاف جندى، ثم أتبعه الزبير بن العوام بمدد قدر بأثنى عشر ألفا.
وبعد فتح مصر وبنى مسجد الفسطاط أمر عمرو جنود أن يختطوا حول المسجد الجامع كل بحسب قبيلته فمن القبائل التى اختطت بالفسطاط وأقامت بها: مهرة وبلى ولخم وغسان وغافق. وتابع المؤلف: واشترك فى الفتح أيضا عدد من قبائل مختلفة من قريش والأنصار وخزاعة ومزينة وأشجع وجهينة وثقيف ودوس وليث، وعرفوا فى مصر باسم أهل الراية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة