فضائح الفساد التى لانهاية لها ، والحكومات التى لا تحظى بشعبية ، وإعادة تنشيط الاقتصاد ، تشكل آفاقا قاتمة لأمريكا اللاتينية ف عام 2018، الغنى بالانتخابات الحاسمة الذى يحدد مسار القارة السياسى، حيث انتخابات فى البرازيل كولومبيا والمكسيك وفنزويلا وكوستاريكا وباراجواى وكوبا، و250 مليون يدلون بأصواتهم فى القارة خلال عام 2018.
ووفقا لتقديرات جاسبارا استرادا ، مدير مرصد أمريكا اللاتينية بجامعة العلوم ، فإن ظوهر الفساد متجذرة فى المنطقة ، وستستمر فى 2018"، أما فيونا ماكى، مديرة وحدة اكونوميست إنتليجانس أونيت المتخصصة فى شئون أمريكا اللاتينية فإن "الانتخابات المقبلة فى امريكا اللاتينية ستكون لها تأثير قوى على الدورة السياسية، خاصة فى ظل سأم الناخبين من مواجهة حالات الاختلاس والإثراء الشخصى والتغير فى القارة اللاتينية".
وقالت مجموعة أوراسيا فى تقريرها الصادر مؤخرا، إن الانتخابات فى البرازيل وكولومبيا والمكسيك سيهيمن عليها غضب الناخبين ضد السياسة التقليدية ومطالبهم بالتغيير، لذا سيكون من الصعب التنبؤ بها ، مما يفسح المجال للمفاجآت السلبية، ولذلك لا يجب التقليل من شأن إحباط الناخبين".
وسوف تتصدر المكسيك عناوين الصحف العالمية فى يوليو المقبل، حيث سيترشح عمدة بلدية مكسيكو سيتى والسياسى اليسارى المكسيكى البارز، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، ضد وزير الخزانة المكسيكى السابق خوسيه أنطونيو ميد، والذى يعتبر المرشح التكنوقراطى الذى سيخلف الرئيس المكسيكى الحالى، إنريكه بينيا نييتو، ولكن قليلا من هؤلاء لن ينالوا منصب الرئيس ، حيث أنهم متورطون فى قضايا فساد وفشل بعضهم فى كبح معدل الجرائم المرتفعة ، ولكن أوبرادور لا يعتبر متطرفا كما يزعم أنصاره، حيث تعهد بالقضاء على الكسب غير المشروع وتقليل معدل الفقر والبطالة، وهو الأمر الذى رفع أسهمه فى استطلاعات الرأى.
أما بالنسبة للبرازيل ، فيعتبر الرئيس ميشيل تامر سياسيا قويا خاصة وأنه الذى ساعد فى الإطاحة بالرئيسة البرازيلية السابقة، ديليما روسيف، وذلك بعد تعليق مهماها مع بدء إجراء إقالتها أمام مجلس الشيوخ بتهم التلاعب بالحسابات العامة، هذا فضلا عن شعبيته انخفضت بنسبة 3% بعد اتهامه بالفساد، الذى ضرب النخبة السياسية البرازيلية بأكملها.
ومن المرجح أن يكون الرئيس البرازيلى الأسبق، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، هو الفائز المحتمل فى انتخابات الرئاسة البرازيلية التى ستجرى فى أكتوبر المقبل، إذ وصلت شعبيته بحسب استطلاعات الرأى 36%، وذلك على الرغم من أنه يواجه أيضا اتهامات بالفساد قد تمنعه من الترشح فى السباق الرئاسى.
وفى الوقت نفسه، يحظى اليمينى المتشدد والعسكرى المتقاعد من الجيش البرازيلى، جاير بولسونارو، بشعبية كبيرة وصلت إلى 15%، وذلك على الرغم من تحيزه للنظام الديكتاتورى العسكرى.
وفى فنزويلا، يشك بعض المراقبين من أن البلاد ستشهد انتخاباتها الرئاسية المقرر عقدها ديسمبر المقبل، خاصة بعدما هدد نيكولاس مادورو بحظر أحزاب المعارضة الرئيسية، وفى حالة كانت الانتخابات نزيهة فإن البلاد ستشهد تغييرا جديا، إلا أن المعارضة المشتتة فشلت فى حشد الجماهير حولها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة