لو كنت ناسى أفكرك، قبل أربع سنوات مصر كان شكلها أيه، الفوضى كانت عاملة فينا أيه، الطوابير تمتد من محطات البنزين إلى أكشاك العيش، المؤسسات تخصخصت لصالح جماعة بعينها، لا يتبوأ مناصبها إلا من أعلن الولاء وخلع نعليه على أبواب مكتب مرشدهم.
لو كنت ناسى أفكرك كيف كنا جميعا يغلفنا الحزن على ما آل إليه حال بلدنا، وكيف كنا فى بيوتنا وعملنا نلعن اليوم الذى ألقى بنا فى قبضة هذه الجماعة وننتظر يوم الخلاص من فاشية مستحكمة، وميليشيات يتم تجهيزها على أعيننا جميعا لتحل مكان أجهزة الدولة وتفرض علينا الانصياع لأوامر الجماعة وقادتها الكارهون للبلد وشعبها .
لو كنت ناسى أفكرك كيف كانت هوية مصر تتأخون تعليميا وثقافيا وإعلاميا، وكيف كانت الوزارات والمؤسسات تفتح أبوابها عنوة لشباب الجماعة للسيطرة عليها من كل اتجاه وفى كل إدارة ومستوى، والمؤسسات التى لم يتمكنوا من اختراقها حاصروها ليمنعوها من ممارسة دورها، أو سعوا لتفكيكها.
لو كنت ناسى أفكرك كيف كان برلمان الإخوان يدار، لا احترام للدستور ولا قيمة للقانون ولا مراعاة للشعب، فقط كل ما يسيطر عليهم هو خدمة مخطط الجماعة وكيف تتمكن من حكم مصر ل 500 عام ، كما أعلن ذلك صراحة قائد ميليشياتها المسلحة خيرت الشاطر.
لو كنت ناسى أفكرك كيف كانت مصر يتم تجهيزها لتسلم إلى الخليفة أردوغان، وثرواتها توضع تحت يد الخائن تميم كى يستثمرها لصالح دويلته وخدمة للتنظيم الدولى، وكيف كانت الأوراق يتم تستيفها والخطط يتم رسمها لاقتطاع جزء من الأرض التى دفع أهلنا دماءهم لتحريرها لتسلم لإسرائيل كى تسكن فيها الفلسطينيين تحت عنوان " الوطن البديل " الذى سيقضى على القضية الفلسطينية ويضمن لإسرائيل بعد ذلك أن تمد سيطرتها وتحتل هذا الجزء لتحقق حلمها القديم بالاستحواذ على أرض سيناء.
لو كنت ناسى أفكرك بالاستقواء بالخارج الذى مارسه الإخوان ضد الدولة المصرية وكيف كانت الغضبة الأمريكية على الشعب المصرى لأنه ثار ليخلص نفسه من حكم الجماعة الطاغية وكيف كان الحصار على مصر بسبب إصرار الغرب على أن تعود الجماعة لتحكمنا وتنفذ أهدافهم.
لو كنت ناسى أفكرك كيف تحولت الجماعة التى ترسم علينا دور البراءة وتتصنع حب الوطن وتحقيق الخير من أجله إلى قتلة وإرهابيين وفجروا وحرقوا ودمروا كل ما طالته أيديهم من مؤسسات الدولة أو أحد أبنائها الوطنين الذين رفضوا حكم المرشد وانحازوا لحكم الدولة الوطنية.
لو كنت ناسى أفكرك بحرق الكنائس وتفجير مديريات الأمن ووضع العبوات الناسفة فى الطرق دون مراعاة الأبرياء ولا الخوف على حياة المصريين، واستهداف القضاة والجامعات وتفخيخ السيارات فى كل مكان.
لو كنت ناسى أفكرك أننا من استدعى الجيش ليقف معنا ويساندنا فى مواجهة هذه الجماعة وبلطجيتها ولم يتردد الجيش ولم يفكر قادته وإنما انحازوا لنا لأن عقيدتهم وطنية وانتمائهم لمصر وشعبها وليس لجماعة أو فصيل.
لو كنت ناسى كل هذا افكرك به وأفكر نفسى لأننا بحاجة الآن لهذه التذكرة، فالجماعة الإرهابية تسعى من جديد للعودة، تستغل فينا آفة النسيان وتحاول أن تجد لها موضع قدم بين الشعب الذى أحلت دمه وقتلت أبناءه، وللأسف هناك من يستمع إليهم ومن رق قلبه منخدعا بألاعيبهم الشيطانية.
بعض منا بدأ عن جهل أو سوء فهم أو عمدا يستمع لأكاذيبهم ضد مؤسسات الدولة وترويجهم لشائعات خبيثة وتحريضهم على ما يهدم ثوابت مصر ويدمر كل ما تم إنجازه خلال أربع سنوات كاملة من الجهد والعرق والإصرار المصرى.
لو كنت ناسى أفكرك وأفكر نفسى بأن المواجهة الواضحة لمخططات الإخوان وغيرهم من المتآمرين على الدولة المصرية تفرض علينا استعادة اليقظة من جديد، والحرص على دولتنا ومساندة مؤسساتها الوطنية التى كانت سببا فى الحفاظ على بقاء الدولة المصرية وفى مقدمتها الجيش والشرطة، والنزول إلى صناديق الانتخابات الرئاسية لتأكيد الاختيار الذى يكرهه الإخوان، وتجديد الرفض لعودتهم والسير فى بناء مصر التى دمروها فى عام واحد حكموا فيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة