قال الكاتب الدكتور حسن كمال، إنه تلقى العديد من التهديدات باللجوء إلى القضاء ضده فى حالة إذا ما لم يقم بحذف الإهداء الذى وجهه فى روايته "نسيت كلمة السر" إلى البطل عمرو خيرى.
جاء ذلك خلال افتتاح صالون قنديل أم هاشم الثقافى، مساء أمس، فى بيت السنارى، التابع لمكتبة الإسكندرية، والذى يشرف عليه الشاعر والكاتب الصحفى سيد محمود، وناقش فى أولى ندواته رواية "نسيت كلمة السر" للكاتب الدكتور حسن كمال، والصادرة عن دار الشروق للنشر، وناقش الندوة الناقد الكبير محمود عبد الشكور، وأدار الندوة سيد محمود.
وأوضح حسن كمال، أنه بين حين وآخر كان يتلقى اتصالات هاتفية من دائرة المحيطة بالبطل عمرو خيرى، سواءً الأسرة أو الأصدقاء، تطالبه بعدم ذكر أسمائهم أو الإشارة إليهم فى الرواية، ظنًا منهم أنه يقوم بكتابة سيرة حياته فى الرواية، لافتًا إلى أنه أصر على ذكر اسم عمرو خيرى فى الإهداء، على الرغم من أساس الرواية هو الخيال.
كما أوضح حسن كمال أن عالم رواية "نسيت كلمة السر" تم استلهامه من تاريخ بطل حقيقى، وهو عمرو خيرى، أما الأحداث والشخصيات المحيطة فمن وحى خياله، بما يتناسب مع تقديمها كعمل أدبى روائى، وأن أى تشابه فى الأسماء أو الأحداث هو محض مصادفة حتى وإن تشابه مع الواقع.
صالون قنديل أم هاشم يفتتح أولى ندواته بمناقشة "نسيت كلمة السر"
وحضر افتتاح صالون قنديل أم هاشم، ومناقشة رواية "نسيت كلمة السر" عدد كبير من الأدباء والمثقفين، ومنهم الكاتب أشرف العشماوى، والكاتب أحمد مراد، الكاتبة غادة عبد العال، الكاتب أحمد القرملاوى، الكاتب إيهاب الملاح، الكاتبة نورا ناجى، الكاتب عصام يوسف، الكاتب والصحفى سامح فايز، والكاتبة السورية سونيا بوماد.
وفي بداية الندوة أشار سيد محمود إلى أن رواية "نسيت كلمة السر" استثمرت شكل وبناء مواقع التواصل الاجتماعى، وبخاصة "فيس بوك"، كما تطرح الرواية العديد من الأسئلة حول النوادى فى حياتنا وما ينشأ عنها من عوالم اجتماعية.
سيد محمود: استثمار النوادى فى الروايات قليل جدا
وقال سيد محمود، إنه على الرغم من وجود النوادى فى حياتنا وما تشكله، إلا أن أحدًا لم يفكر فى استثمار هذا العالم أدبيا، لافتًا فى الوقت نفسه إلى أن حسن كمال لديه المعرفة التى مكنته من كتابة رواية خاصة بحكم عمله.
كما أشار سيد محمود إلى أنه مع اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير المجيدة، فإن عالم رواية "نسيت كلمة السر" يتماشى معها، وفي بداية كلمته توجه حسن كمال، بالشكر إلى صالون قنديل أم هاشم لاختيار رواية "نسيت كلمة السر" لتكون بداية أنشطة الصالون الثقافية.
حسن كمال: حياتى اليومية "سخن ساقع"
وأشار حسن كمال إلى أن فكرة رواية "نسيت كلمة السر" ألحت عليه لسنوات طويلة وذلك لعدة أسباب، موضحًا أنه يتعامل يوميًا مع ثلاث مجالات مختلفة تمامًا عن بعضها البعض فى كل شىء، فهو يعمل في المركز القومى للبحوث، مع مجموعة من العلماء، حيث العقل والبحث عن ما وراء كل شىء بأدلة، وثانيًا، الوسط الرياضى، حيث القوة والجسم هى الأساس، ثم الأدب، مضيفًا: فأنا طوال اليوم فى "سخن ساقع" ثم أدركت أن الأبطال هم الأبطال، فى أى مجال كان، ولهذا تولدت لدى رغبة فى الربط بين هذه المجالات فى نص أدبى.
محمود عبد الشكور: من الظلم تصنيف الرواية على أنها رياضية
وقال الناقد محمود عبد الشكور، من المؤكد أنه من الظلم أن يتم تصنيف رواية "نسيت كلمة السر" على أنها معنية بالرياضة فقط، أو القول بأنها تدور على بطل تايكوندو، فلا يصح أن تقتصر الرواية على هذه النظرة فقط، فهي تتناول الإنسان خلف هذا البطل، فما نشاهده على الفضائيات يمثل النقطة الأخيرة فى مشوار صناعة هؤلاء الأبطال، أما فى الرواية فهى تأتى لنا بصراع هذا الإنسان منذ بداياته حتى يصير بطلاً، والصراع بين الإنسان والبطل.
ورأى محمود عبد الشكور، أن حيلة تصميم شكل صفحات مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" التى استخدمها حسن كمال فى روايته "نسيت كلمة السر" سهلت على القارئ الانتقال بين الفترات الزمنية، مختزلاً الكثير من السنوات، وهو ما أعطى للرواية قوتها، فالحائط الذى يجلس أمامه البطل هو فى الأساس لا وجود له، هو تمثيل للذكرى.
محمود عبد الشكور: رواية "نسيت كلمة السر" تحمل عناصر الفيلم السينمائي
كما رأى محمود عبد الشكور أن قوة رواية "نسيت كلمة السر" تكمن فى أنها تعيد اكتشاف البشر، لافتًا إلى أنها تحمل العناصر الكاملة لأن يتم تحويلها إلى فيلم سينمائى، خاصة وأن الرياضة نفسها مشوقة، فهي بحاجة إلي ممثل بارع يجسد الشخصية بكل تحولاتها الدرامية، التى قدمها لنا حسن كمال فى روايته.
ووجه الكاتب عصام يوسف، سؤالا إلى حسن كمال حول التخوف من الكتابة عن أبطال الرياضية، فأكد صاحب "الأسياد" على أنه لم يكن لديه أي تخوف خاصة وأن أبطال الرياضة في الأفلام يتم تقديمهم بصورة شديدة السطحية كما نعرف، لكن لمن لا يعرف فإن حياة الرياضيين مأساوية.
حسن كمال: رواية "نسيت كلمة السر" كتبت في عامين ونصف بعد 10 سنوات من التخطيط
كما أكد حسن كمال على أنه واجه خلال فترة كتابة رواية "نسيت كملة السر" كما كبيرًا من الإحباطات حتى استطاع أن يتحرر منها ويكتبها، لافتا إلى أن فكرة الرواية استغرقت 10 سنوات للتخطيط، بدأت فى عام 2006، أما كتابتها فاستغرقت عامين ونصف.
ومن جانبه وجه أحمد مراد إلى حسن كمال، سؤالاً حول صعوبة الكتابة عن شخصية واقعية تعيش بيننا، قد لا تحمل فى الواقع هذا الكم فى الفن والإبداع الذى تأتى الرواية به، والعكس كذلك.
وردًا على سؤال أحمد مراد أوضح صاحب "المرحوم" أن الصعوبة الحقيقة كانت تكمن فى الوقوع ببئر التسطيح، أو الكتابة عن سيرة البطل، مضيفًا "ولهذا مزقت المسودة الأولى، ولهذا أصر على أن هذه الرواية خيال".
حسن كمال: الحكم على ثورة يناير الآن مراهقة وقلة خبرة
وعلى ذكر ثورة يناير ورواية "نسيت كلمة السر" التى تتناولها ضمن سياقها، وجهت الكاتبة سونيا بوماد، سؤالاً لمؤلف "كشرى مصر" حول رأيه فى الكتابة عن الثورة والحكم عليها الآن، فقال حسن كمال: برأيى أن الحكم على ثورة يناير الآن هو مراهقة وقلة خبرة، فلا ينبغي علينا أن نكتب عن الثورة الآن من زاوية الموقف بقدر ما ينبغى الحديث عنها كسرد لما عشناه ورأيناه.
نسيت كلمة السر.. رواية ترصد العالم المجهول للرياضة
هذا وتدور رواية "نسيت كلمة السر" حول العالم المجهول عن حياة اللاعبين والمدربين والاتحادات الرياضية، وترصد رحلة المعاناة والمرض، الفشل والنجاح، قصة الفرد والعائلة، الحب والكراهية، وكيف تفرض السياسة على اللاعبين مسارات متضاربة، وكيف تتحول حياة البطل الرياضى فجأة ليجد نفسه أمام تحدى العودة إلى الأضواء أم الاستسلام إلى كرسى متحرك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة