د.أيمن رفعت المحجوب

القول الفصل

الجمعة، 04 أغسطس 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنا قد تحدثتا فى مقالات سابقة عن المنكرين والعقلين وماذا يرون فيما وراء الإنسان من دلائل وبراهين على وجود الله عز وجل ، واليوم نحدد القول الفصل فى هذا الموضوع الهام والذى يكون بالرجوع إلى النظام التصاعدى العام للكون والقوانين.
 
حيث يجب أن نعترف أن فوق كل قانون أو شيء قانون أعلى منه ، وقد ثبت ذلك علمياً فى علاقة القوانين العليا بالدنيا ، وكيف أن العليا تتقيد بالدنيا ولكن تاريخ حياة الدنيا يتأثر ( قضاءً وقدراً) بالقوانين العليا ، وأن الأشياء الدنيا تعلم بوجود العليا ، ولكنها لا تستطيع بحال من الأحوال أن تفهم كنهتها وحقيقة أمرها.
 
ولذلك تجد "العقليون" يبنون ثقتهم بأن الإنسان أعلى ما فى الكون على أن علمه بالكون يزداد يوماً عن يوم ، وأنه ليس هناك ما يمنع هذا العلم غايته يوماً ما!.
 
وعلى أنهم لم يدركوا بحواسهم أو عقلهم شيئاً يعلو الانسان (هو الله). وأن اللجوء إلى فرض وجود المولى عز وجل (عندهم) نشأ عن الحاجة إلى تفسير ما غمض على العقل فإذا بلغ العقل غايته ، فلن يكون هناك ما يدعو إلى هذا الغرض.
 
أما “المؤمنون" فيبنون ثقتهم بأن الانسان عاجز عن أن يكون غاية الكون ، على أنه لا يستطيع الخلق ، وأنه لا بد من وجود خالق (الله سبحانه). وعلى أن النفس الانسانية شيء لا مفر من الايمان بأنها فيض من كائن أعلى ، لأن التكوين المادى للجسم لا يفسره . وعلى أن الأخلاق والضمير أموراً لا يمكن استنتاجها من تكوين الانسان ما لم يهب الله لنا القدرة على فهمها واتباع أوامرها واجتناب نواهيها . وعلى أن الانسان معرض لكل المؤثرات المادية التى تؤثر فيه ، بل قد تقضى عليه ولا يستطيع لها رداً ، وأن ذلك لا يجوز على أعلى كائن فى الكون ، ولا تنطبق عليه قوانين البشر.
 
وفى النهاية فكلا الفريقين يتمسك بهذه الحجج الخاصة به فى أبعاد الكون ، وكلها مردود عليها فى بعض نواحيها الوجودية ، وهو الأمر الذى سوف نفرد له مقالاً آخر بإذن الله .
 
* أستاذ الاقتصاد السياسى والمالية العامة – جامعة القاهرة .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة