فجأة ظهر علينا تقرير نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز تحت عنوان «المملكة المتحدة تنضم إلى الولايات المتحدة فى الدعوة إلى إنهاء مقاطعة قطر»، أشار فيه إلى أن بريطانيا انضمت إلى الولايات المتحدة فى الدعوة إلى إنهاء مقاطعة قطر بعد تعهدها بمحاربة الإرهاب.
ويضيف التقرير أن وزارة الخارجية البريطانية، على لسان وزير الخارجية، بوريس جونسون، دعت كل دول المقاطعة إلى إنهاء الحصار لقطر، ومطالبة السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى إنهاء هذه المقاطعة، وبحسب بيان نشره موقع الخارجية البريطانية، فإن جونسون قال: «أرحب بالتزام أمير قطر بمكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، بما فى ذلك تمويل الإرهاب، كما أنه تعهد بتسوية الاختلافات المتبقية مع السعودية والإمارات ومصر والبحرين، عبر الحوار والتفاوض والوساطة الكويتية»، لافتا إلى أن من شأن هذه الخطوات أن تساعد فى تسوية الخلاف، وقد دعا جونسون دول المقاطعة إلى أن «تتخذ خطوات تجاه رفع المقاطعة ضد قطر، فذلك يتيح البدء فى إجراء مباحثات موسعة حول الاختلافات المتبقية».
وخرج وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون بتصريحات بأن الولايات المتحدة راضية عن جهود قطر لتنفيذ اتفاق وقع الأسبوع الماضى يهدف إلى مكافحة تمويل الإرهاب، داعيا الدول العربية لرفع «الحصار البرى» المفروض على الدوحة، وقام تيلرسون بزيارات مكوكية بين دول خليجية الأسبوع الماضى لإقناعها بالمساعدة على حل أسوأ أزمة إقليمية فى سنوات، لكنه غادر المنطقة دون أى إشارات واضحة على أن الأزمة قد تحل سريعا، وقال تيلرسون للصحفيين قبل أن يجتمع مع وزير الشؤون الخارجية العمانى يوسف بن علوى فى وزارة الخارجية «ينفذون الاتفاق بكل همة، لذا أعتقد أننا راضون عن الجهود التى يبذلونها»، وأضاف أن قطر مستعدة للتفاوض مع الدول الأربع ومناقشة مطالبها لكن من المهم للدوحة «أن تحظى سيادة وكرامة الدول الخمس بالاحترام خلال تلك المناقشات».
وهنا وجب التوقف أمام هذه التصريحات والتحركات من الدول العربية المعنية والمقاطعة لقطر والتى كشفت عن قائمة جديدة تضم عددا من الأسماء والجمعيات وشخصيات مصنفة إرهابية بالقرائن والأدلة تدعمها قطر بالتمويل وبالحماية والتدريب والتخطيط بأسلوب محترف وغير مباشر فى اليمن وليبيا ومصر والبحرين وسورية، لتؤكد أنه لا رجعة عن المقاطعة وسيكون التصعيد مستمرا مادام تعنت قطر واستمرارها فى عدم الانصياع للشروط والمطالب من هذه الدول العربية التى تضمن التوقف عن سياستها الإرهابية وتدخلها بالتخريب فى محيطها العربى..وهنا تم إحراج وزير خارجية أمريكا الذى عقد ورقة تفاهم مع قطر لا تشكل ضمانات للدول المقاطعة كما أحرج بريطانيا التى تعانى من عدد من العمليات الإرهابية مؤخرا.. فاذا كانت عقود الغاز والبترول القطرية تلين من موقف وزير خارجية أمريكا أو الاستثمارات القطرية فى بريطانيا تجعلها تتهاون مع إرهاب تميم وعشيرته، فإن إصرار الدول العربية المتصاعد لن يجعلها تتهاون فى أمنها.. وفى مؤتمر الشباب وفى افتتاح القاعدة العسكرية محمد نجيب وخلال مؤتمر الشباب فى الإسكندرية، أكدت تصريحات الرئيس السيسى عدم التهاون أو التراجع عن الموقف المعلن عن مقاطعة قطر، وإن كان هناك مصالح متبادلة بين عدد من الدول العربية المعنية، وهناك إعادة بناء قوة الدولة المصرية، وبما يعد إضافة قوية للأمن القومى العربى تستطيع أن تقف أمام هذا الطوفان من المصالح الاقتصادية والإقليمية وتجعلها لا تتنازل عن قائمة الشروط والمطالب لتغيير سلوك قطر، ومن يدعمها من الدول والميليشيات المسلحة المسخرة لخراب مصر والدول الخليجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة