نشأ الفن الإسلامى معبرًا عن حب المسلمين للجمال مطلقًا عبر إنتاجه تعبيرًا جديدًا عن الثقافة التى نشرها الإسلام من الصين إلى الأندلس، تعبيرًا دمج الثقافة والفنون المحلية، فكان الفن الإسلامى حاملًا الوحدة والتنوع فى ذات الوقت، فالفن الإسلامى فى الصين حمل روح الصين الممتزجة بالإسلام وكذلك فى الأندلس ومصر وأوزبكستان، وفى ظل هذا التنوع والمعطيات البيئية فى كل مدينة إلى أن الخيط الرابط بينها هو روح الفن الإسلامي، هذا الفن الذى كان فنًا للفقراء والأغنياء، عكس بإنتاجه وإبداعاته صفاء النفس الإنسانية لدرجة أن فلاسفة الإسلام عبروا عن هذا فى كتاباتهم، حتى أن الصوفية ترجموا روح الفن الإسلامى فى رؤاهم الفكرية.
كان الابتكار هو المحفز، فابتكر الخزف ذا البريق المعدنى فى ظل تحريم استخدام أوانى الذهب والفضة، وابتكرت زخارف الأرابيسك (تداخل الأشكال النباتية وتحويرها عن الطبيعة، بل وأحيانًا تداخل الأشكال الهندسية معها)، وابتكر المقرنص بأشكاله البسيطة والمركبة والأطباق النجمية، بل نرى حيوية فى العديد من التحف المعدنية التى صنعت فى الموصل، حتى السيوف – سلاح الحرب – حملت زخارف نباتية وكتابية عربية، حيث عُد الخط العربى عند البعض فنًا قائمًا بذاته فتعددت أشكاله من الخط النسخ إلى الكوفى البسيط والمربع والمورق إلى الثلث والرقعة والديوانى.. . إلخ
عاشت الشعوب العربية والإسلامية فى ظل فن يغزر كل مناحى الحياة، فكان الجمال الذى يسمو بالنفس الإنسانية متغلغلًا فى كل شيء، فى مطرقة الباب، فى بيوت الفقراء، فى الأبواب والنوافذ والمشربيات، حتى عُدت شوارع المدن الإسلامية لوحات فنية بهرت المستشرقين والفنانين الغربيين فنقلوا لنا فى لوحاتهم هذه الفنون.
من هنا تبنت مكتبة الإسكندرية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو) واللجنة الوطنية المصرية للمتاحف بترحيب من المجلس الدولى للمتاحف إقامة مؤتمر "الفن الإسلامى فى مواجهة التطرف" فى الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر كانون الأول 2017، بالإسكندرية لتحقيق الأهداف التالية:
- إنشاء لجنة لمتاحف وأقسام الفن الإسلامى ضمن لجان المجلس الدولى للمتاحف، بهدف تنسيق برامجها وأنشطتها وإقامة فاعليات مشتركة للتعريف بهذا الفن
- إنشاء شبكة للعاملين فى حقول الفن الإسلامى سواء على الصعيد الأكاديمى أو على صعيد الحرف التقليدية التى تعيد إحياء ونشر الفن الإسلامي
- نشر الكتابات التى تعكس روح الفن الإسلامى التى أنتجت منتجات للحجاج المسيحيين فى القدس، واستوعبت الروح الوطنية بروح جديدة، فكان الفن الإسلامى معبرًا عن قيم التسامح والاندماج الذى نراه فى الفنون الإسلامية بالكنائس المصرية، أو نراه بتعاون المسيحيين فى بناء صروح معمارية إسلامية
- بث حب الحياة والجمال عبر المنتج الفنى للفن الإسلامي، ضد ثقافة الكراهية والحقد
- تشجيع الحرفيين الممارسين للفنون الإسلامية على نشر إنتاجهم
- السعى لإقامة متحف افتراضى على شبكة الإنترنت لقطع الفن الإسلامي، ليستفيد كمه الباحثين ومحبى الفن الإسلامي
- السعى لدعم المناطق التى نُكبت تراثيًا بسبب المتطرفين سواء فى العراق أو سوريا أو اليمن أو أفغانستان، مع إطلاق نداء دولى لإنقاذ تراث هذه الدول ومنع الإتجار فيه.
لذا فإننا ندعو المهتمين للمشاركة فى هذا المؤتمر:
- تقديم أوراق بحثية حول الموضوعات المطروحة
- عرض نماذج من تجاربهم وخبراتهم فى نشر الفن الإسلامي
- المشاركة فى النقاش
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة