قال احدهم ( هو عادل امام بياخذ في المسلسل أربعين مليون ليه .. ما يوزع الفلوس دي على الناس الغلابة) وخصص الاخر جزء كبير من وقته للبحث حول اجور الفنانين والفنانات في مسلسلات رمضان.. وتعجبت إحداهن قائلة ( هي ليلى علوي تعمل الاعلان ده تلاقيها واخده فيه ملايين عشان بس نصف ساعة تصوير !! طيب ما يوفروا الفلوس دي لإعلانات الخير !!! ).. واستعرض الاخر موهبته ( ننفرد بنشر اجور الفنانين والفنانات في رمضان ).. وغيره وغيره ..... الخ. حقاً انها ظاهرة انتشرت بين عدد لا يستهان به من المشاهدين . هذه الظاهرة اثارت علم النفس للكتابة حرصاً على انفس الجماهير من نمو هذه الظاهرة التي ستؤثر بالسلب على أنفس المشاهدين بشكل لاشعوري..
عزيزي القاريء المشاهد: ان النفس التي تنظر لما يمتلكه الاخر هي نفس ضعيفة ينقصها خبرة الحياة . والكثير من الانفس كانت لا تستهويها مثل هذه الأمور ولكن وجدت من حولها يتحدث هكذا فتأثرت بهم دون ان تشعر وأصبحت تتحدث مثلهم فقط من منطلق التأثر اللاشعوري. ان الاهتمام بأجر الاخر او تحديد قيمة ما يستحقه على مجهوده ليس من سلوك او اهتمامات الانفس الواقعية. فلا احد يستطيع ان يحدد اجر الاخر الا صاحب العمل. كما ان النفس التي تطلب من غيرها ان يعطيها مما يقتضي من وظيفته فهذه نفس ضعيفة. لانها تعطي الحق لذاتها ان تأخذ من مجهود الاخر وهذا منطلق غير واقعي بل خيالي وضد قوانين الحياة.
عزيزي القاريء والمشاهد: علم النفس لا يقف موقف مع او ضد ، ولكنه من دورة ان ينقلك لمرحلة النظر للامور من زاوية صحيحة وعميقة لان النظرة السطحية الخيالية قد تصيب نفسيتك تدريجياً بمشاكل نفسية تتزايد مع الوقت .
ما رأيك ان تقول لذاتك ان كل إنسان نجم في عمله مهما كانت طبيعة وظيفته، وان كل وظيفة يتدرج الدخل الشهري لها وفقاً لنجاح الانسان وتميزه فيها. ففي الفن نجم بحجم عادل امام من المؤكد ان يتقاضى اجرا كبيرا ، كما ان هناك نجوما اصغر منه في الخبرة تتقاضى رواتب اقل .. وهكذا عامل النظافة .. فأتذكر حلقة قمت بتقديمها في برنامجي (افهموا بقا) وكان ضيفها نقيب عمال النظافة وكان يعيش في فيلا ويمتلك سيارة فاخرة . وبالطبع عامل النظافة الأقل خبرة لم يتساوى معه في المستوى المعيشي.. وكذلك الحال في مجال الهندسة والطب ....الخ . وكذلك الحال في مجال اساتذة الجامعة فمرتبي كأستاذة في الجامعة بالطبع لا يقارن مع مرتب عالم جليل مثل احمد زويل رحمة الله عليه، فكان استاذ جامعي ولكنه استطاع ان يتميز. كما لا يتساوى مع مرتب عميد الكلية. او استاذ جامعي اعلى مني في الدرجة الوظيفية.. اذن هناك أيضاً من الفنانين المبتدئين من يعملوا. بدون اجور من باب السعي للنجاح وأخذ الفرصة ، كمن يقوم بالتدريب سته أشهر في شركة ما بدون اجر حتى يمكنه ان يتم تثبيته في العمل فيما بعد. وكذلك الحال فالصحفي المبتدىء يكون له اجر قليل، وإذا اجتهد في رحلة عملة يتم ترقيته بالتدريج حتى يصبح رئييس تحرير وقد يصل لإعلامي ومنه لوزير ... الخ ويتقاضى اجر عالي .
اذن فهذه هي قوانين الحياة .. فمن اكبر الأخطاء التي نظلم بها أنفسنا البشرية اننا نهدر وقتها في النظر لما في أيادي الغير، او البحث وراء معرفة أرزاق الآخرين ، او اعطاء النفس حقوق ليست من حقوقها. لان هذا سيشعرها بأنها ضحية مجتمع وستظل طوال عمرها في كسل وضعف ولا تجتهد لان تصل لمكانة هؤلاء الذين يتقاضوا الاجور العالية .
لصحتك النفسية ان وجدت نفسك داخياً تتحدث من منطلق ما تحدثوا به ، فمن الأفضل ان تبحث وراء نجوم المجال الذي به تخصصك ، وتفكر كيف وصل هذا النجم لهذا المكان ؟ كيف كانت رحلته؟ كيف تغلب على الصعوبات؟ وتسعى لان تستفيد من تجربته لتبدأ رحلة حياتك انت..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة