تزايدت علامات التعجب والرفض وكلمات الانتقاد تجاه الفنانة فيفى عبده، بعد عرض الحلقة الأولى من برنامج المقالب لرامز جلال، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بتعليقات ساخرة من رد فعل الفنانة فيفى عبده بالحلقة، مما اضطر العاملين على البرنامج لوضع كم كبير من صفارة كتم الصوت الشهيرة باللهجة العامية ما بين المشاهدين بـ( تيييت)، الأمر الذى أثار رغبة علم النفس لكتابة هذا المقال لتوضيح ما قد يختلط على أنفسنا إدراكه فى مثل هذه المواقف.
عزيزى القارئ.. تتعدد أنواع شخصيات البشر بصفة عامة، وفيما يتعلق بموضوع هذا المقال فيوجد نوعان من الشخصيات المعاكستان لبعضهما البعض تماما. الشخصية العفوية والشخصية الدبلوماسية.. الشخصية العفوية غالباً ما يرفض أو ينقد أو ينفر الآخرين من طريقة تعبيرها عما بداخلها، ولكنهم فى نفس الوقت يفتقدون عفويتها بين حين والآخر ولذا يصفونها بالطيبة.. أما الشخصية الدبلوماسية فهى التى تفكر جيدا قبل أن تتلفظ بكلمة أو تتصرف تصرف ما، لذا يصعب انتقادها لأنها لا تعطى الفرصة للآخرين لأن يتصيدوا لها الأخطاء.. وهذه الشخصية بين فترة والأخرى قد ينتاب من حولها شك فى مشاعرها تجاههم، ومع الوقت قد يصفونها البعض بالشخصية المجاملة وآخرين يصفونها بالشخصية المنافقة، والبعض يصفونها بالخبيثة أو الغامضة، لأن كلامها قليل ومن الصعب التعرف على حقيقة ما بداخلها، ولكن الظاهر منها هو كل جميل لمن حولها.. وبين الشخصيتين العفوية والدبلوماسية شخصيات أخرى كثيرة تأخذ من كلتا الشخصيتين بعض الصفات وتزيد عليهم سمات أخرى.
ما صدر من الفنانة فيفى عبده بالأمس هو دليل على أنها تميل كثيرا بشخصيتها تجاه العفوية.. وهذه هى طريقة تعبيرها عن خوفها أو غضبها لمن أمامها، لذا فهى لم تتعمد الإساءة للجمهور ولكنها كانت على طبيعتها. والدليل أنها لم ترفض إذاعة الحلقة ولكنها قامت بالتعليق عليها على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى بالضحك. ومثل هذه الشخصية قد تتعجب من استنكار الجمهور لرد فعلها بالحلقة. وهذا يؤكد أنها لم تتعمد الإساءة لجمهورها ولكنها الشخصية العفوية.
والآن فلتسمح لى عزيزى القارئ أن أقول لك إن علم النفس لا يدعم الشخصيات العفوية فى كل المواقف كما لا يدعم الشخصيات الدبلوماسية فى كل المواقف.. ولصحتك النفسية لا تتوقع أن ردود فعل البشر تتشابه، ولكن بصفة عامة فمواقف الغضب هى المواقف التى يمكنك أن ترى فيها حقيقة الشخصية.. ولكن احذر أن تحكم على أى إنسان من موقف واحد أو من رؤيتك له على الشاشة. وإن أردت الحكم الحقيقى على أى إنسان فعليك بالسير معه فى طريق به من المواقف ما يكفى للحكم عليه كإنسان.. والدليل على ذلك أن كل من انتقد أُسلوب الفنانة فيفى عبده فى يوم ما ولكن تعامل معها عن قرب، لم يردد سوى كلمات اطراء (جدعة، إنسانة، كريمة وطيبة..) إلخ
لذا فقد يكون السلوك الإنسانى أو رد الفعل الإنسانى ناتج للحظة التى توحى لنا ببوادر فى طبيعة الشخصية، ولكن للحكم الحقيقى على الإنسان لا بد من المعايشة بالمواقف والأيام لإصدار الحكم الصحيح .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة