توظيف الدين من أجل خدمة أردوغان، هذا ما اتبعه يوسف القرضاوى، رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين" فى كافة البيانات والتصريحات التى تصدر منه أو من قيادات هذا الاتحاد، وكان آخرها بيان خلال الساعات الماضية دعا فيه المسلمين بالتضامن مع تركيا والرئيس التركى ضد هولندا.
ولعل البيان الأشهر للقرضاوى، كان خلال الانتخابات الرئاسية التركية الماضية، عندما دعا أنصاره إلى المشاركة فى الانتخابات ودعم أردوغان، حيث زعم حينها أن من لم يشارك فى تلك الانتخابات يعد آثمًا، ووصلت إلى حد قوله أن جبريل والملائكة يدعمون أردوغان.
كان من بين نفاق القرضاوى لأردوغان، تصريحات مثيرة شبه فيها الرئيس التركى برسول الله موسى، ودعا فيها الشعب التركى أن يساند أردوغان ويدعمه.
نص البيان الصادر خلال الساعات الماضية من اتحاد القرضاوى، دعا فيه، إلى التضامن مع تركيا ضد هولندا، غافلاً قمع رجب طيب أردوغان لمعارضيه وتشويه الحياة السياسية فى أنقرة.
وقال ، فى بيان، إنه "يستنكر الممارسات الهولندية، غير المقبولة سياسيًا وأخلاقيًا، ضد المقيمين فى هولندا، وضد الساسة الأتراك، والدولة التركية"، واعتبر الاتحاد هذه الممارسات "تدخلًا فى شأن تركى خالص، ومحاولة للتأثير على قرار الناخب التركى المستقل"، محرضًا "العالم العربى والإسلامى على الوقوف مع تركيا والتضامن التام معها، فى ما أسماه "حق مواطنيها فى اللقاء بساستهم، والتعبير عن رأيهم فى الدول التى يقيمون بها".
وحذر الاتحاد مما وصفها بـ"خطورة التصريحات والممارسات العنصرية التى تجتاح الغرب، والتى تحرض ضد المسلمين والعرب شعوبًا وحكومات وساسة"، معتبرًا أنها "تضر بالسلام العالمى".
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن نفاق القرضاوى لردوغان يأتى فى إطار المصالح المتبادلة بين تركيا والإخوان فالإخوان ترى فى أردوغان وتركيا بوضعها الحالى وما تنويه من تعديلات فى نظام حكمها نحو تكريس الشمولية والدولة الدينية والزعيم الفرد بدعوى النظام الرئاسى تدعيمًا للجماعة بل إنقاذًا لمستقبلها.
وأضاف، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن الإخوان تواجه المجهول فى الدول العربية من ناحية ودول أوروبا وأمريكا من ناحية أخرى، وبالتالى تدعم كل مواقف أردوغان حتى إن كانت ضد أوروبا.
بدوره قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بالإخوان، إن اتحاد القرضاوى يأتى ضمن الكيانات الوهمية التى أنشأها التنظيم الدولى للإخوان من أجل أن يمارس أدوارًا معينة تحت يافطة دينية بعيداً عن اسم الإخوان لخداع العالم، وبيان الاتحاد الأخير هو من أجل دعم نظام أردوغان وليست تركيا.
وأضاف: "لم يجد التنظيم الإخوانى فى العالم سوى دول بعينها تقدم الدعم له وأصبحت ملاذًا آمنًا لقياداته الهاربة والمشردة وعلى رأس تلك الدول تركيا الأردوغانية، والتنظيم يشعر بالقلق من صعود التوتر بين أردوغان و دول أوروبا، ويخشون من وصول هذا الصراع إلى مستوى يؤثر على دعم تركيا لهم، وربما تطور الأمر وسقط نظام أردوغان فينكشف ظهر التنظيم وتزداد معاناته، فالبيان هو بيان للتنظيم الدولى تحت يافطة ما يسمى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى ترعاه تركيا وقطر.
من جانبه قال أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن تركيا سعت منذ بداية الأزمة فى الحصول على غطاء شرعى إسلامى فى أزمتها مع هولندا - حتى تضع الاتحاد الأوروبى فى موقف حرج فى ظل الحرب الإعلامية بين الجانبين أنقرة وأمستردام.
وأضاف، أنه على الرغم من تنصل اتحاد علماء المسلمين من جماعة الإخوان، إلا أن الاتحاد يتحرك وفقاً لمنهجية تنظيمية دولية يضع آلياتها التنظيم الدولى الذى يدعم الاتحاد تمولياً - ولهذا كان استجابة اتحاد علماء المسلمين سريعة اتجاه الجانب التركى، والتى تأتى فى إطار التنسيق والتوجيه من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان بتحريك كافة المنظمات الإسلامية فى دعم أنقره ضد هولندا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة