أكد الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، أن مصر باستمرار هى بلد التعدد والتنوع، ففى خلال الحرب العالمية الأولى ومذابح العثمانيين للمسيحيين الأرمن، لم يجدوا بلدًا مفتوحة لهم سوى مصر، فقد أمر الخديوى عباس حلمى بفتح أبواب مصر لهم، كما أصدر الأزهر الشريف فتوى تدين ما قامت به الدولة العثمانية.
جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر "مصر لكل المصريين" الذى تنظمه الهيئة القبطية الإنجيلية اليوم الاثنين، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والقس الدكتور أندريا زكى رئيس الطائفة الإنجيلية، وعدد كبير من المفكرين والمثقفين وعلماء الدين.
وعبر وزير الثقافة عن سعادته بالتوصيات التى صدرت عن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وكذلك وثيقة الأزهر عن التعايش المشترك، قائلا: "لا أظن أن هناك مثقفا أو مفكرا فى المنطقة العربية كان يتخيل أن تصدر وثيقة عن مؤسسة دينية بهذا المستوى، والتى تقول بالنص أن من حق أى مواطن مسلم أو مسيحى وذوى الانتماءات المختلفة أن يعيشوا بحرية وبكرامة.
وشدد وزير الثقافة على أن دورنا هو الذهاب إلى القرى وننزل إلى الناس لمواجهة التشدد، لأن النيران حولنا فى كل مكان على حدودنا، وغير ذلك سنظل نخبة نسمع بعضنا وفقط.
فيما أكد الدكتور مختار جمعة، أن الدول التى أمنت بالتعددية هى أكثر الدول تحقيقًا للتنمية، وأن الدول التى وقعت فى براثن الخلافات الطائفية والدينية كان التأخر نصيبها، ونحن لابد أن نتجاوز العمل على القواسم المشتركة إلى الإيمان بحق الأخر.
وأشار إلى أن التوصيات التى خرجت عن المؤتمر الـ 27 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية منذ يومين تؤكد على حق الأخر واحترام اختياره، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لنصوص الدين التى يستخدمها الإرهابيون، وكذلك استخدام الوسائل المتاحة لتصحيح المفاهيم، والتركيز على المشتركات والقواسم بين الأديان وسن القوانين التى تمنع التميز بين الناس على أساس الدين أو العرق.
وأكد القس أندريا زكي، أن مصر نموذج للتعايش المشترك يجب الحفاظ والتأكيد عليه ودعمه، فهو من أفضل النماذج الموجودة فى الوطن العربي، مشيرًا أن الدولة المصرية تتحرك بوضوح نحو دعم المواطنة والعيش المشترك رغم التحديات التى نمر بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة