شاهد فى دقيقة.. على "أنغام" جرس المدرسة.... by youm7
منذ 69 عامًا حتى الآن لم تغب الأستاذة "أنعام فهمى تاوضروس" عن مدرسة العجوزة الخاصة يومًا، إلا إذا كان المرض أقوى منها، وحتى الآن رغم بلوغها 89 عاما تحرص على مواصلة رسالتها فى تخريج أفضل النماذج للمجتمع بإيمان كامل بأن التربية أهم من التعليم، وهو الجميل الذى رده له أبناؤها من الطلاب الذين أصبحوا آباء وأجدادًا من خلال يوم العرفان للاحتفاء بأكبر مديرة مدرسة وكرموا فيها "الأستاذة أنعام".
الأستاذة أنعام
أجيال تعاقبت على المدرسة التى افتتحت عام 1956 وتعلم بها الآباء والأحفاد بينما تواصل الأستاذة "أنعام" مهمتها وتقول لـ"اليوم السابع": "سبب نجاح المدرسة هو استقرار المدرس فيها مع التشجيع وتطبيق سياسة الثواب والعقاب، بالإضافة إلى الاهتمام بالطالب الضعيف أكثر من الطالب الناجح، حيث إن الاهتمام بالطالب الضعيف يجعله يجتهد أكثر.
أم خالد أول عاملة فى المدرسة
تحكى "أنعام" أن لديها بونبونيرة لم تفرغ أبدا، فإذا وجدت طالبا ضعيفا دراسيا تحضره إلى مكتبها وتتحدث معه وتعطيه البونبون وتتطلب منه أن يعدها فى الاهتمام بدراسته، وبالمتابعة مع مرة أخرى أجد أنه تقدم فى دروسه.
المهندس محمد البشلاوى
أنعام تاوضروس خريجة تربية فرع اقتصاد منزلى، نجحت فى إدارة المدرسة لأكثر من 69 سنة، بالحب والتعاون، وتقول أنعام: ربيت الطلبة على الوحدة والوطنية أعطى المدرسين "عيديات" فى كل الأعياد سواء كانت القبطية أو الإسلامية.
وتضيف لم أغب عن المدرسة يوما منذ افتتاحها إلا وأنا بموت، ولم أواجه أى مشكلة فى المدرسة بدءا من الفراش حتى المدرس جميعهم كانوا يقولون حاضر ونعم، أول ما تم افتتاح مدرسة كان عدد الطلاب 67 طالبا فى الفصل ومع ذلك كان الفصل كله متفوقين.
أنعام بجوار جمال عبد الناصر
وفى يوم العرفان الذى نسقه "محمد البشلاوى" خريج مدرسة العجوزة سنة 1979 التقت "الأستاذة أنعام" العشرات من طلابها الذين لم تفلح السنوات فى إسقاطهم من ذاكرتها، ويحكى "البشلاوى": أستاذة أنعام ليست فقط مجرد مديرة المدرسة لكنها والدتنا ووالدة المدرسة كلها، فكان يهمها التربية قبل التعليم، ويشير إلى أن الأستاذة أنعام تتمتع بقوة ذاكرة هائلة، فعندما أراد أن يدخل ابنته الصغرى المدرسة ذهب بها إلى مدرسة العجوزة الخاصة، والتقى الأستاذة أنعام قالت له أنا تذكرت أنت خريج دفعة 79.
خريجو دفعات المدرسة القدامى
وكان سامح البدرمانى مواليد 1952 أيضًا من خريجى المدرسة الذين حرصوا على الحضور فى هذا اليوم، وقال: أنا فخور بكونى من أوائل الخريجين فى الدفعات الأولى، تربينا فى المدرسة وتعلمنا بها، وعايش بالتربية التى ربتها لنا الأستاذة أنعام.
سامح البدرمانى
وأضاف "سامح": الأستاذة أنعام تعتبر أم الكل، ولا أفضل إلا أن أقول لها ماما، حيث إنها تعامل كل الطلبة والطالبات كأولادها، واهتمت بتربيتهم، وخرجت عشرات الآلاف من الطلبة "المتربيين" عن طريق تربيتها المحكمة واختيارها الممتاز للمدرسيين الذى ساعدوا على تأسيس كل الطلاب الذين نجحوا فى مجالاتهم ومدارسهم الآخرى بسبب تأسيسهم الجيد فى المرحلة الابتدائية.
ويتابع البدرمانى أن الأستاذة أنعام دائما ما كانت تهتم بالطابور الصباحى، وتهتم بالطلبة الضعاف والموسيقى والتربية الرياضية والمسرح وفريق التمثيل، حيث أسست من أول دفعة أول فريق تمثيل الذى شارك فى مهرجان الأوبرا وقتها، وكانت الأنشطة فى المدرسة مثلها مثل العلم.
"الجو فى المدرسة كان عبارة عن عائلة، وليس طلبة ومدرسين ومدير" حديث سامح عن حالة التى كانت سائدة خلال دراسته فى بمدرسة العجوزة الخاصة، كما تحدث عن الأستاذة أنعام وعن قوتها وعزيمته أو هيبتها بالإضافة إلى أن الجميع كان يحبها.
أما مصطفى حسين استشارى جهاز هضمى بمستشفى الشرطة وأحد خريجى دفعة 1967 يحكى عن الأستاذة أنعام أنها بذلت مجهودا مع كل الطلبة الذين تخرجوا من المدرسة، حيث إن التربية أفضل من التعليم لديها، ويطلق عليها "السهل الممتنع"، واصفا الأستاذة أنعام أنها رقيقة وسهلة، لكن فى نفس الوقت كانت حازمة مع من يقصر، حيث إن الأخلاق لديها رقم واحد، وكانت رائعة فى الإدارة وهو ما أنجح المدرسة حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة