أن تجد عملاً فى مصر، هى الأمنية التى يحلم بها مئات الشباب يومياً، ولكن كم من هؤلاء يفكر فى أن يعمل ما يحب؟، ربما لا يملك نصف الباحثون عن عمل ليلاً نهاراً رفاهية اختيار مجال العمل الذى يفضلونه، وربما يشعر نصفهم الأخر أن تحقيق الأحلام المؤجلة هو أمر بالضرورة مستحيل، وهو المبدأ الذى رفضت "رجاء ابراهيم" اعتناقه، لم ترض بالطريق المحدد لها سلفاً، وقررت التمرد على دراستها أولاً، ثم مجال عملها المستقر ثانياً، وأهلها وأصدقائها فى نهاية الأمر، فتركت شهادة دراستها الصعبة لعلوم الكيمياء، ثم عملت كمذيعة بالتلفزيون المصرى لفترة لا بأس بها، ثم كان التمرد الأكبر عندما قررت أن تغير مسار حياتها بالكامل وتفتتح "كشك ورد" والرزق على الله.
كشك الورد
ورد " رجاء إبراهيم "
وعن بداية مشوارها المختلف تماماً عن عملها الحالى كبائعة ورد تقول "رجاء": درست علم الكيمياء فى البداية وهى الدراسة التى كانت بعيدة تمام البعد عما أحبه، بعدها بفترة اتجهت للعمل فى الصحافة، والإذاعة والتلفزيون، فعملت سنوات طويلة فى الفضائية المصرية، لحبى أيضاً لمجال الإعلام، ترددت على مجموعة كبيرة من الصحف، مثل مجلة صباح الخير، وجريدة الحياة اللندنية، ولكن كل سنوات العمل لن تفلح فى طمس حلم "بياعة الورد".
باقة ورود من صنع أيد "رجاء"
فى حديقة منزلها، كانت تهرب أحياناً لحلمها بزراعة الأزهار ومجموعة مختلفة من النباتات بحديقة منزلها، واستمرت لسنوات فى الاهتمام بأزهارها الخاصة، والاعتناء بها كأحد ابنائها على حد تعبيرها، وعلى الرغم من صعوبة قرار تغيير الحياة بالكامل بعد قطع نصفها تقريباً، إلا أن رجاء لم تستلم لهذا الخوف، وافتتحت بالفعل كشك الورد وسط سخرية شديدة من أقرب الناس على حد قولها.
أحد شعارات كشك رجاء
على عكس ما توقع الجميع، نجحت رجاء فى مشروعها الصغير، ليس فقط على المستوى المادى، ولكنها حققت حلم المساحة الخاصة وسط الورد فقط، حيث تشعر بالطمأنينة أكثر من صحبة البشر كما تصف شعورها وسط الورود، وعن المواسم المناسبة لبيع الورد، ومدى إقبال الناس عليه على الرغم من ارتفاع سعره بعد أزمة الدولار الأخيرة، تقول "رجاء": أفضل موسم لبيع الورد يبدأ من ديسمبر وحتى شهر مارس كمن كل عام، ولكن هذا العام شهد أول موسم من حالات الركود بعد ارتفاع الأسعار، ولكن كما تردد لنفسها دائماً كل صباح "البقاء للأجمل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة