أستاذ دراسات إسلامية بجامعة "لاند" السويدية يصف قرار ترامب بحظر السفر بـ"الأحمق".. جان هيجاربى لـ"اليوم السابع": الخطاب الأمريكى عدائى ويقوض "القومية الشعبوية".. ومعاداة الإسلام ستفيد أحزاب اليمين المتطرف

السبت، 18 فبراير 2017 04:51 ص
أستاذ دراسات إسلامية بجامعة "لاند" السويدية يصف قرار ترامب بحظر السفر  بـ"الأحمق".. جان هيجاربى لـ"اليوم السابع": الخطاب الأمريكى عدائى ويقوض "القومية الشعبوية".. ومعاداة الإسلام ستفيد أحزاب اليمين المتطرف جان هيجاربى يصف قرار ترامب بحظر السفر بـ"الأحمق"
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما منح الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب صوتا صاخبا للشعبوية وأعطى قبلة الحياة للتيار اليمينى ليضرب بقيم تأسست عليها الولايات المتحدة الأمريكية عرض الحائط، مثلما ظهر بقراره حظر دخول رعايا 7 دول إسلامية إلى بلاده فى الأيام الأولى له بالبيت الأبيض، ولكن يبدو أن أوروبا كانت أكثر ترحيبا لموجة "اليمين" مع اقتراب جولة انتخابية جديدة فى كبرى عواصم القارة العجوز.

وبعد تدفق ملايين المهاجرين إلى أوروبا خلال الخمسة أعوام الماضية فى أعقاب الأزمة السورية، وما تلا ذلك من سلسلة هجمات إرهابية، أصبح معاداة المهاجرين والإسلام والمسلمين ورقة رابحة لجذب الأصوات فى الانتخابات لاسيما تلك التى تشهدها أمستردام مارس المقبل، وباريس فى إبريل، وأخيرا برلين فى سبتمبر.

ويزيد من زخم أحزاب اليمين المتطرف فى الدول سالفة الذكر نجاح الحركة الشعبوية فى المملكة المتحدة فى إخراج البلاد من الاتحاد الأوروبى، الأمر رآه كثير من المراقبين بأنه تغير للمشهد السياسى فى أوروبا بأسرها.

وعن ذلك يقول، جان هيجاربى، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة "لاند" السويدية إن قرار ترامب بحظر السفر – والذى أوقفته محكمة أمريكية- لا يمكن وصفه إلا بـ"الحماقة"، لاسيما وإن هذه "البداية السريعة" له كرئيس جديد تؤثر سلبا على النظرة القومية الشعبوية بشكل عام، وخطابها بشكل خاص.

وأضاف هيجاربى، أول باحث حاصل على درجة "بروفيسور" فى الدراسات الإسلامية أن أخطاء الرئيس الأمريكى باتت واضحة، وفشله فى أول شهر له فى الحكم فى إدارة مسألة حظر الهجرة سيكون لها تبعاتها "التى بدأت تظهر بالفعل، فالأمريكيون لديهم ثقافة العصيان المدنى، أو مقاومة السلطة عندما يساء استخدامها".

الاستخدام النمطى للإسلاموفوبيا 

 

وأعتبر هيجاربى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" عبر البريد الإلكترونى أن ترامب تعرض لانتقادات موجعة بسبب استخدامه النمطى للإسلاموفوبيا التى استعان بها أثناء حملته الانتخابية لجذب الأصوات ويستخدمها الآن استغلالا لخوف الأمريكيين من الإرهاب، الأمر الذى دفع الكثير من صناع القرار وبناة الآراء أن يتصدوا له.

وتوقع الباحث السويدى أن السياسة التى يطبقها ترامب على الصعيدين الداخلى والخارجى ستأتى بنتائج عكسية قريبا، "بل سيتراجع تأثيره بشكل سريع".

أما عن تنامى مد اليمين والحركة الشعبوية فى أوروبا وتأثير خطاب ترامب عليها، يوضح هيجاربى أنه رغم وصول الشعبوية القومية، ذلك النهج الذى ينادى بمراعاة مصالح البلاد بغض النظر عن تأثير ذلك على البلدان الأخرى، إلى ذروتها، إلا أن تأثيرها سيخفت، لاسيما وإن الشعوب، وعلى رأسها الشعب الأمريكى، بدأت ترى عواقبها.

ويضيف أستاذ الدراسات الإسلامية أن الأحزاب الشعبوية فى الدول الأوروبية منقسمة إلى أحزاب عديدة متشددة وبينها الكثير من الصراعات مما يعنى أن رواجها مؤقت.

وعن لجوء سياسيين مثل خيرت فيلدرز، مؤسس حزب الحرية اليمينى المتطرف فى هولندا، ومارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية فى فرنسا، و فراوكة بيترى، زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا"، إلى مهاجمة المهاجرين والمسلمين لتصدر السباق الانتخابى، يوضح هيجاربى، أن بعض تلك الأحزاب اليمينية ستحقق مكاسب انتخابية بالفعل، ولكن ليس على المدى البعيد، مدللا على ذلك بتغير آراء كثير من البريطانيين بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبى بعد الاستفتاء.

المسلمين ومواجهة الخطاب العدائى

وعن نصيحته للمسلمين فى الدول الأوروبية، قال هيجاربى الذى عمل بمجال الأديان لأكثر من 50 عاما، إن المجتمعات الإسلامية عليها أن تستمر فى التعايش كمواطنين شأنهم شأن الآخرين وأن يشاركوا بنشاط فى الحياة الاجتماعية والثقافية، مؤكدا أن المشاركة وليس الانعزال هى المعادلة الصعبة التى ستساعد فى مواجهة هذا الخطاب العدائى.

 وأكد " أؤمن أن الوضع يمكن أن يتحسن تباعا فى الوقت الذى تولد فيه وتنضج الأجيال الجديدة، ومعظم المسلمين فى أوروبا مندمجون بشكل جيد، ويؤدون وظائفهم فى مختلف طبقات المجتمع، سواء فى الحياة الثقافية أو الصناعية أو التجارية أو الجامعات أو حتى وسائل الإعلام."

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة