رغم أن استطلاعات الرأى أظهرت تقارب كبير فى السباق بين المرشحين فى الانتخابات الرئاسية ألكسندر فان دير بيلين مرشح حزب "الخضر"، ونوربرت هوفر مرشح حزب "الحرية" اليمينى المتطرف، إلا أن فوز الأول جاء مفاجئا وأثار مشاعر مختلطة فى أوروبا، فرحب الكثير من القادة الأوروبيين معتبرين أن فوزه انتصارا لمبادئ "الحرية والمساواة والترابط"، بينما شعرت الكثير من الأحزاب اليمينية المتطرفة فى أوروبا بالإحباط لأن خسارة هوفر ستوقف الانتصارات التى حققها اليمين "الشعبوى" حتى الآن.
هنأ هوفر المرشح الفائز، ألكسندر فان دير بيلين الرئيس السابق لحزب الخضر، وقال هوفر فى منشور على حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" إنه "حزين للغاية" لخسارته قائلا "رغم ذلك الشعب دائما على حق، وأنا أحترم رغبته" مضيفا أنه سينافس فى الانتخابات المقبلة، بعد ست سنوات، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
وقال موقع "بى بى سى" البريطانى إن الانتخابات النمساوية كانت مؤشرا على فرص التيار الشعبى فى الانتخابات بدول أوروبية أخرى، ورغم أن المنصب الرئاسى شرفى فى النمسا، إلا أن خسارة مرشح اليمين سيكون لها انعكاسات على أوروبا، لاسيما مع اقتراب الانتخابات فى ثلاث عواصم أوروبية كبرى تبدأ فى امستردام ثم برلين ثم باريس.
ومن ناحية أخرى، وصف فان دير بيلين نتائج الانتخابات بأنها دليل على أن النمسا "موالية لأوروبا"، وتستند على مبادىء "الحرية، والمساواة، والترابط".
وأوضح أن ألوان العلم النمساوى "الأحمر والأبيض" والأحمر دلالة على الأمل والتغيير، وتنتشر هذه الدلالة الآن من النمسا إلى كل عواصم الاتحاد الأوروبى".
وأضاف "أخيرا وكما تعلمون، سأحاول أن أكون رئيس متفتح، وليبرالى، وموال للاتحاد الأوروبى فى منصبى كرئيس فيدرالى لجمهورية النمسا".
وكانت الانتخابات، التى جرت يوم الأحد، جولة إعادة للانتخابات التى تمت فى مايو الماضى، وفاز فيها فان دير بيلين بفارق ضئيل، إلا أن خطأ فى التصويت عبر البريد أدى إلى إعادة الانتخابات.
وأضاف فان دير بيلين أن هناك تغيرات هامة حدثت فى الفترة الأخيرة، مثل تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبى، والانتخابات الأمريكية، وزيادة الاهتمام بالسياسة، "وهى حركة انتخابية على نطاق واسع".
ورحب قادة الاتحاد الأوروبى بنتائج الانتخابات، التى تتزامن مع مخاوف من ارتفاع أسهم التيارات الشعبية، وأرسل رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك، "بتهانيه الحارة"، فى حين قال نائب المستشارة الألمانية سيجمار غابرييل، إن النتائج تعتبر "انتصارا صريحا على تيارات اليمين الشعبية".
وشكر الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، النمسا "لاختيارها أوروبا وانفتاحها".
واتسمت الحملة الانتخابية بالحماس الشديد فى الساعات الأخيرة قبل التصويت، وتبادل كلا المرشحين توجيه الإهانات للآخر، ومزق أنصارهما اللافتات الانتخابية.
ورغم أن منصب الرئاسة شرفى فى النمسا، إلا أن الرئيس لديه سلطات لتشكيل السياسة وتعيين وصرف وزراء فى الحكومة والدعوة لانتخابات برلمانية.
وإذا فاز هوفر فى الانتخابات النمساوية، كان ليصبح أول رئيس دولة يمينى متطرف فى أوروبا الغربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بينما يمثل فوز بيلين، تغيرا مهما فى المشهد السياسى فى فينيا التى يسيطر عليها حزبين من الوسط منذ نهاية الحرب، وسيكون له تأثيرا لصالح "النخبة" فى جميع أنحاء أوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة