تكامل استراتيجى بين البلدين.. وتاريخ وحاضر ومستقبل مشترك.. واسألوا المصريين عن زايد وأبنائه
احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد السادس والأربعين، ووفقا لموسوعات المعلومات اتحاد الإمارات تأسس عام 1971. وكانت الانطلاقة التاريخية لهذا الاتحاد قد بدأت بإجماع حكام الإمارات السبع، وهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبى، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبى، والشيخ صقر بن محمد القاسمى، حاكم رأس الخيمة، والشيخ خالد بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة، والشيخ محمد الشرقى حاكم الفجيرة، والشيخ أحمد المعلا حاكم أم القيوين، والشيخ راشد بن حميد النعيمى، حاكم عجمان، واتفاقهم على الاتحاد فيما بينهم، حيث أقروا دستورا مؤقتا ينظم الدولة ويحدد أهدافها.
فى 18 يوليو 1971م، قرّر حكّام ست إمارات من الإمارات هى: أبوظبى، ودبى، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين دولة الإمارات العربية المتحدة. وفى 2 ديسمبر 1971م تمّ الإعلان رسمياً عن تأسيس دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة. وفى العاشر من فبراير عام 1972م أعلنت إمارة رأس الخيمة انضمامها للاتحاد، ليكتمل اتحاد الإمارات.
واذا كان الأوروبيون يتغنون بالاتحاد الأوروبى باعتبار أنهم دول ذات حكم مستقل اندمجت ورفعت الحدود فيما بينها ووحدت عملتها فإن أول من طبق هذه النظرية السياسية هم الإماراتيون عندما اندمجوا جميعا تحت علم واحد وعملة واحدة وكيان سياسى واقتصادى واحد دون حدود، فكيف استطاع هؤلاء العرب أن ينقلوا بلادهم من فقر شديد إلى حضاره تبهر العالم؟
القضية ليست بالإمكانيات المادية فقد سبقوا كثير من الدول التى لديها إمكانيات مادية كبيرة.
فالآن لاشك أن مدينة دبى تحتل مكانة رائعة بين مدن العالم فى الأمن والتطور واحترام القانون، سبق لى وأن ترافعت أمام محاكم دبى الجنائية، وأشهد أنها تتفوق على مثيلتها الأوروبية، من حيث النظام ودقة العمل وعدم التدخل فى الأمور المنظورة أمام القضاء.
كذلك نرى التطور العمرانى الكبير الذى شهدته الإمارات منذ السبعينيات وحتى يومنا هذا، لكن أهم ما يمكن أن يتباهى به الإماراتيون هى أخلاق الشعب الإماراتى فلا تسأل زائرا أو مقيما إلا وكان شاكرا لحسن المعاملة والذوق الشديد الذى يتميز به أهل الإمارات.
كذلك عليك أن تنظر إلى حجم وحركة التجارة فى دولة الإمارات، فإذا أخذنا مثالا لجبل على كواحد من أهم الموانئ البحرية بالعالم فستعرف أنه صناعة إماراتية حديثة استطاعت أن تفرض نفسها على أسواق المال والاقتصاد.
كذلك جودة التعليم والخدمات الصحيه والاجتماعية للمواطن الإماراتى أعتقد أنها تعد من الأولى فى الترتيب على مستوى العالم.
كذلك يحرص الحكام فى دولة الإمارات «دون غيرهم فى دول الشرق» على أن يظهروا بطبيعتهم وبقرب شديد من المواطنين والمقيمين والزائرين، بل أجزم بأن أكبر دعاية تقوم بها الإمارات هى تلك الصور والمواقف التى تنقل على مواقع التواصل الاجتماعى لحكامهم ولأسرهم وأطفالهم فيشعر الجميع أن هناك بساطة شديدة وتلقائية، فالإماراتيون يحبون حكامهم وهم قريبون لهم ويعرفون بعضهم البعض ولا توجد أى حواجز بينهم.
والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو الأب المؤسس لهذه الدولة وهو رمز عربى وإماراتى كبير شغل، ومازال، مكانة عالية جدا فى نفوس العرب والإماراتيون وهو أمر من الصعب أن يتحقق لأى حاكم عربى، فهناك إجماع على شخص زايد، رحمة الله عليه، فى كل الشوارع العربية.
وقد كان له من المواقف التاريخية مع الشعب المصرى الكثير وكان يفعل دون أن يتحدث ويكره أن يتحدث أحد عما فعله وقدمه لمصر فى حربها ضد العدو الإسرائيلى فى 73.
وقد كان لمصر دور كبير فى حرب تحرير الكويت وموقف مشرف من أشقائها فى دول الخليج، ولسنا بحاجة إلى أن نسرد تاريخا طويلا من العلاقات المصرية الإماراتية على مدى عقود طويلة.
وأما عن الحاضر فنستطيع أن نقول وبكل موضوعية إن العلاقات المصرية الإماراتية الآن بها تكامل وتطابق فى كل الموافق، بل أزعم أن هناك تنسيقا فى كل الخطوات وهناك تفكير مشترك وتخطيط مشترك وتعامل بلغة الفريق الواحد على الصعيد الدولى.
أذكر أنه فى اجتماعات الأمم المتحدة الأخيرة فى نيويورك كان الوفد الإماراتى كله حاضرا وقت إلقاء الرئيس السيسى لكلمته، وكان كل الحضور من المصريين والإماراتيين يتعاملون وكأنهم فريق واحد.
إن مصر أعلنت كثيرا على لسان رئيسها أن أمن الخليج هو جزء من الأمن القومى المصرى ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن تقف مصر صامتة أمام التدخلات الإيرانية فى الشأن الخليجى، واليوم تقف القوات البحرية المصرية مرابطة فى باب المندب لصد أى عدوان على أهلنا فى الخليج.
كذلك كان للإمارات دور كبير فى تحجيم دور قطر ودعمها للإرهاب ولم تتأخر الإمارات للحظة عن قطع علاقاتها مع قطر عندما تأكدت من تورطها فى دعم الإرهاب فى مصر.
ولعل ٣٠ يونيو هو أكبر مثال على التعاون المصرى السعودى الإماراتى، فقد وقفت السعودية والإمارات بكل ما يملكان إلى جوار الشعب المصرى وساعدا القيادة المصرية فى تخطى محن كثيرة.
إن احتفالنا فى مصر بالعيد الوطنى للإمارات سواء فى اجتماعاتنا أو فى وسائل الإعلام المصرية لهى رسالة للجميع أننا معا ولن نكون إلا معا.
يجب على كل القوى الإقليمية فى المنطقة أن تعلم أن علاقاتنا لا تحكمها الاتفاقيات أو الأوراق والقرارات، وإنما تحكمها الشعوب بما بينها من مشاعر أخوة حقيقية لم تأت فى يوم وليلة، وإنما نتوارثها جيلا بعد جيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة