أيمن عيسى

جوزيه والبدرى.. لماذا لم يكن التلميذ نجيبا؟

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في 2004 انتقل لاعب العربي القطري محمد بركات إلى الأهلي في صفقة وصفها كثيرون بالفاشلة، ذلك أن اللاعب كان عائدا من إصابة، وموسمين غير موفقين مع أهلى جدة السعودي ثم العربي القطري.

في موسم 2005 تعاقد الأهلي مع الأنجولي فلافيو أمادو ، في صفقة وصفت هي الأخرى بالفاشلة، بعد فشل الأهلي في الحصول على توقيع اللاعب ذاته قبل عامين حينما كان أفضل لاعب في دوري أبطال أفريقيا، وصدقت توقعات البعض - مؤقتا - بعد موسم عصيب على المهاجم الدولي الذي لم يحرز سوى هدفا واحدا، بعدما ارتطمت فيه الكرة بالصدفة، بينما أضاع ضربة جزاء في مباراة الزمالك بأفريقيا، ما جعل الجماهير تلعنه كل مباراة

لكن ماذا حدث؟

في هذه الفترة كان يدرب الأهلي العبقري البرتغالي مانويل جوزيه ، والذي تعامل مع اللاعب العائد من الخليج بعقلية المدير الفني العبقري ، والطبيب النفسي القدير، منحه المشاركة لدقائق بمباراة سوسيداد الإسباني الودية ، ثم تدرجت مشاركاته في المباريات ، حتى بدأ اللاعب يستعيد مستواه تدريجيا بفضل ذكائه وإصراره على تحقيق الإنجازات مع الأحمر ، غير أن بصمات البرتغالي على مستوى "بركات" بدت واضحة بشكل يثير الإعجاب والدهشة .. أهذا هو بركات الذى قالوا إنه انتهى كرويا ؟!

محمد بركات العائد من العربى القطرى يقود الأهلى للفوز ببطولة أفريقيا محرزا لقب هداف البطولة بـ 6 أهداف ، ثم لقب أفضل لاعب فى أفريقيا "محليا" .

لم يكن إصرار محمد بركات وحده هو سبب التطور الهائل في مستواه ، بل أن هناك رجلا يجلس على مقعد المدير الفني يتسلح بالقدرات الفنية العالية والعلم ، لا الفهلوة و"البحلقة والتبريق" .

فلافيو أمادو هو الآخر قصة تجسد قدرات مدير فني قدير، له بصمات على مستوى اللاعبين، حيث تحول فلافيو السيء قبل عام إلى هداف الدوري المصري، وجلاد حراس كثيرين في القارة، ووقتها لم يذكر أحدا أن هناك مدرب تظهر بصماته على اللاعبين، فيطور الأداء، ويوجه ويوظف بالشكل الذي يحصل به على كل قدرات لاعبه.

هناك في عالم آخر من التدريب ، ومستوى فني مختلف وزمن مغاير ، يقود النادي الأهلي مساعد الداهية البرتغالى ، البدري تلميذ جوزيه – وبالمناسبة هو لا يحب هذا اللقب ونحن أيضا لا نراه جديرا به - غير أنه لا وجه للتشابه في شيء ، اللهم إلا إظهار بعض سمات قوة الشخصية ، لكنها بمزيد من الغرور ، وأحيانا التطاول وتحقير الآخرين .

فى زمن الفهلوة يقود حسام البدري الأهلي ، فيخرج بعد كل مباراة أيا كانت النتيجة يتحدث عن أحقيته فى الفوز، ويثني على الأداء العقيم الذي يراه الجميع إلا هو ، ولم يخطيء مرة واحدة ويتحدث عن وجود قصور أو مشكلات تحتاج المعالجة، يخسر الرهان أمام كل مدرب يجيد التكتيك، ويبدو عاجزا عن فعل أى شئ، غير أنه يخرج أيضا ويتحدث عن سوء الحظ، وسوء أرضية الملعب، وسوء الجو، وسوق العبور إلخ إلخ.

دون المضى فى عقد مقارنة ظالمة بين الأستاذ وتلميذه "بالأقدميه فقط"، نستعين هنا بنموذجين للاعبين أظهرا انعدام القدرات الفنية للتلميذ ، حيث إنهم على النقيض تماما ، جاءا متألقين وفي قمة التوهج ، فما كان من التلميذ إلا الوصول بمستواهما إلى هذا الشكل .

على معلول جاء الأهلي هدافا للدوري التونسي، وأحمد الشيخ عاد إلى الأهلي هدافا للدوري المصري، ثم بلمسات حسام البدري وجدنا "شيخ" غير "شيخ المقاصة"، وعندما يلعب معلول مع منتخب بلاده نجد لاعبا آخر غير الذى نراه مع "حسام".

فيما نكتب لا نجهل ولا نتجاهل اختلاف الظروف والأجواء فى الأندية، وأنه ليس شرطا أن يكون معلول هدافا وهو اللاعب "الباك" حسبما يراه البدري، أو يعود الشيخ للتهديف دون الحديث عن الفرق بين اللعب للأهلي والمقاصة، لكننا نتحدث عن نماذج فقدت لمسة المدرب المحترف، فقدمت مستويات أقل، غير أننا في حالتى الأستاذ، قدمنا نماذج وصلت لأعلى للمستويات بفضل مدرب قدير.

كل ما نستطيع قوله للكابتن حسام البدرى ، إن الفهلوة لا تدوم ولا تحقق إنجازات مستديمة ولو حدثت صدفة أو طفرة ، ونذكره أن لديه لاعبين دوليين يمتلكون مستويات فنيه عالية ، لو توفرت هذه المجموعة لغيره ما رأينا الأهلى بهذا الشكل ، ونطلب منه إفادتنا باسم لاعب واحد ساهم هو في تطوير مستواه ، فلا الناشئين المقتنع بهم يصلحون للأهلى، ولا صفقاته التى اشتراها بمحض إرادته قدر على توظيفها بالشكل الجيد .

كابتن حسام البدري .. دعك من النتائج التى تحدثنا عنها ، فالدورى للأهلى ليس إنجازا، وخسارة نهائى أفريقيا ليست إنجازا، نسألك اسم لاعب طورت مستواه ، نسألك عن أجايي وعمرو بركات وإسلام محارب وباكاماني، وغيرهم كثيرين ممن خابوا على يديك ، أو نوجز ونختصر ونسألك الرحيلا .

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة