أكد وزير الآثار الدكتور خالد العنانى أن اللغة العربية هى قيمة راسخة وهى الأداة التى تعبر عن الأفكار وتنقل المفاهيم شفاهة وكتابة وبها تكون روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة، معتبرا أنها حصن الدفاع الأول الذى يحمى الأمة ويحفظ هويتها وكيانها ووجودها.
وقال العنانى فى كلمة بالجلسة الافتتاحية للمنتدى العربى الثالث للنهوض باللغة العربية اليوم، ألقاها الدكتور مصطفى أمين مساعد الوزير للشؤون الفنية، انه قدر للغة العربية أعظم الذيوع والانتشار مصاحبة للفتوحات العرب خارج شبه الجزيرة العربية مما كان لها اثرها فى البلاد المفتوحة وما يدل على نفاذ الكتابة العربية وعظم تأثيرها اتخاذها لرسم لغات الأمم التى دخلها الإسلام وحتى التى لم تتحول الى لغة الفاتحين كما كان اعتناق الإسلام فى الصين، داعيا لاتخاذ الحرف العربى لأغراض دينية فى بعض المقاطعات داعيا إلى الاهتمام باللغة والحفاظ عليها.
من جانبه، قال أحمد التآزى سفير المغرب بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية إننا لسنا ملزمين بالتحدث بنفس اللغة التى كان يتحدث بها العرب فى العصر الجاهلى أو كتابتها بطريقة المعلقات، لكننا يجب أن نحافظ على اللغة وقواعدها وأن نستنسخ مفردات جديدة لم تكن مستخدمة فى العصر القديم لتتواكب مع التطورات التى يشهدها العالم حاليا.
وأوضح أن تطوير اللغة العربية مرتبط بمكانة وقوة العرب سياسيا واقتصاديا وفكريا وتكنولوجيا، مشيرا إلى أن اللغة العربية كانت سائدة كأول لغة فى العالم لأكثر من أربعة قرون عندما كان الفكر والإبداع هما السائدين فى عالمنا العربى.
واقترح التازى وضع آلية لتشجيع الترجمة إلى اللغة العربية، مشيرا إلى أن مجموع ما يترجم فى الدول العربية حاليا عن اللغات الأخرى فى جميع المجالات يقل أربعين مرة عن ما يترجم من الكتب فى اليونان.
واقترح إنشاء "كراسى علمية عربية"، فى بعض الكليات العلمية عبر اتفاقيات شراكة توقعها الجامعات العربية مع نظيراتها فى الغرب.
وألقى ممثلون عن المنظمات العربية للتربية والعلوم والثقافة والبرلمان العربى كلمات أكدوا فيها ضرورة النهوض باللغة العربية والحفاظ عليها من خلال ثلاثة عوامل أولها الإرادة السياسية وتحقيق نهضة علمية أصيلة وترسيخ العقيدة لدى الشعوب بقيمة اللغة العربية الفصحى. وشددوا على أهمية تفعيل استراتيجية للنهوض باللغة العربية باعتبار اللغة هى وعاء الهوية والثقافة العربية .
ويتضمن جدول أعمال المنتدى إلى جانب الجلسة الافتتاحية ثلاث جلسات عمل، يتم خلالها عرض استراتيجية النهوض باللغة العربية التى أعدتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك تنفيذا للتوصيات الصادرة عن المنتدى الثانى للغة العربية الذى عقدته الأمانة العامة (ديسمبر/ 2015).
كما يناقش المنتدى وضع تصور لإطار عربى موحد لاختبار كفاءة اللغة العربية للناطقين بها وغير الناطقين بها من خلال مبادرات وتجارب الدول العربية فى مجال اختبار كفاءة أداء اللغة العربية التى يتم عرضها خلال فعاليات المنتدى.
ويقام على هامش أعمال المنتدى معرضان للخط العربى الأول مقدم من معهد المخطوطات العربية التابع لمنظمة "الالكسو" بعنوان " رحلة كتابة المصحف الشريف عبر العصور"، والثانى مقدم من الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية بعنوان "جماليات الخط العربى وأثره على انتشار اللغة ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة