كشف "ساندى باراكيلاس" مدير العمليات السابق بفيس بوك عن معلومات خطيرة عن الشبكة الاجتماعية العملاقة، وانتقد مارك زوكربيرج مؤسس فيس بوك، وتحدث عن الكثير من التفاصيل الداخلية الخاصة بكيفية تعامل الشركة مع المحتوى المسىء ونهجها فى جمع بيانات المستخدمين، بمقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم الأحد 19 نوفمبر.
وطالب ساندى باراكيلاس، الذى عمل بالشركة خلال عامى 2011 و2012، المشرعين بضرورة تنظيم عمل شركة فيس بوك، نظرا لكمية البيانات التى تجمعها عن المستخدمين، مؤكدا أن الشركة تولى الأولوية لجمع البيانات على حساب حماية المستخدم والامتثال التنظيمى، ما جعلها هدفا "جذابا" للروس، الذين سعوا للتأثير على انتخابات عام 2016، كما حث المشرعين بعدم السماح لشركة فيس بوك بتنظيم نفسها لأنها لن تفعل ذلك.
مدير العمليات السابق بفيس بوك
وقال باراكيلاس فى مقاله: "ما رأيته فى الداخل هو شركة تعطى الأولوية لجمع بيانات المستخدمين أكثر من حمايتهم من سوء المعاملة، ويجب تذكر هذا التاريخ جيدا، أثناء التفكير فى ما يجب القيام به بشأن فيس بوك فى أعقاب دورها فى التدخل الروسى الانتخابات".
وأضاف باراكيلاس: "تعرف فيس بوك كل شىء عنك، وما تبدو عليه، وموقعك، ومن أصدقائك، واهتماماتك، وإذا كنت فى علاقة أو لا، وما هى الصفحات الأخرى التى تتصفحها عبر شبكة الإنترنت، وتسمح هذه البيانات للمعلنين باستهداف أكثر من مليار زائر للموقع يوميا، وكلما ازدادت البيانات المعروضة، زادت القيمة التى يعطيها للمعلنين".
وأوضح باركيلاس أنه بناء على ذلك، ليس هناك حافز لذى فيس بوك لمراقبة عملية جمع البيانات أو استخدام هذا الكم الهائل من بيانات المستخدم، إلا إذا تدخلت الصحافة أو أى جهة أخرى.
مارك زوكربيرج
وكشف باراكيلاس أن الشركة لم تتجاوب مع مخاوفه بشأن استغلال مطورى الطرف الثالث لبيانات المستخدمين، إذ كانت أكثر اهتماما بقمع القصص السلبية بدلا من إصلاح العيوب التى تسببت فيها من البداية.
وأوضح باراكيلاس: "أن رد الفعل النموذجى الذى أتذكره هو محاولة التخلص من أى تغطية صحفية سلبية بأسرع ما يمكن، مع عدم بذل جهود صادقة لوضع الضمانات أو تحديد ووقف المطورين المسيئين، وعندما اقترحت تدقيق أعمق بشأن استخدام المطورين لبيانات فيس بوك، سألنى أحد المديرين التنفيذيين: "هل تريد حقا أن ترى ما سوف تجد؟".
فيس بوك
وقال باراكيلاس إنه بناء على معرفته بالشركة، فيتوقع اتباعها نفس النهج فى تحقيقاتها بشأن اكتشاف والتخلص من الحملات الإعلامية الروسية، مؤكدا أنها لا تتفاعل مع أى قضية، إلا عندما تثير الصحافة أو الهيئات التنظيمية مسألة ما، وتتجنب أى تغييرات من شأنها أن تضر بأعمال جمع البيانات وبيعها.
وحذر باراكيلاس أن ما يفعله فيس بوك يعد أمرا خطيرا، فالشركة التى تصل إلى معظم البلاد كل يوم، ولديها كم كبير من البيانات الشخصية الدقيقة، ليس لديها أى حافز لمنع إساءة المعاملة، مطالبا بضرورة تنظيم الشركة بشكل أكثر إحكاما، حتى لا يتحكم أى كيان بمفرده فى جميع البيانات، مؤكدا أن الشركة لن تحمى المستخدمين من تلقاء نفسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة