قال المفكر الفرنسى إريك يونس جوفروا، مؤلف كتاب "المستقبل للإسلام الروحانى" والذى تمت مناقشته الليلة، فى المركز القومى للترجمه، إن الواقع الذي يعيشه المسلمون واقع مأزوم، والحياة التى يحلمون بها استنفدها الزمن مثل ثوب بالٍ قديم، وهو ما أدى إلى انقلاب القيم لديهم.
جاء ذلك فى ندوة "مستقبل الإسلام" ةالتي شارك فيها اريك يونس جوفروا، ومراجع الكتاب الدكتور أسامة نبيل، وأدار الجلسة الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومى للترجمة.
وأضاف إريك يونس جوفروا، والذي يشغل حاليًا منصب مدير قسم الدراسات العربية والإسلامية بجامعة ستراسبورج بفرنسا، إن ما دفعه لتأليف كتاب "المستقبل للإسلام الروحاني" هو البحث عن سبب الانحراف الذي أصاب الفكر الإسلامي، وقد توقفت فى الكتاب عند تجربة كل من الشيخ جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده منذ أكثر من 100 عام عندما انتبها إلى تدهور المجتمع الإسلامي بسبب الهيمنة الأوروبية، لذا سعوا لإيقاظ العقل.
وتابع "إريك" هدفى فى الكتاب هو الوعي بالنفاق الديني الذي يصيب المسلمين ويجعلهم يعودون دائما إلى القرون القديمة، يستمدون منها أسس حياتهم الحالية، وهذا ما يتنافى مع الدين الذي طالبنا بأن ننظر إلى أنفسنا حيث يقول القرآن الكريم "وفي أنفسكم أفلا تبصرون".
وضرب إيريك مثلا لما أسماه انقلاب القيم الذى أصاب المجتمع المسلم بـ مفهوم التوحيد، ويرى أن القرآن قال بأن "رحمته وسعت كل شيء" لكن السلفيين فهموا أن التوحيد يعني التشابه فى كل شيء حتى في الزي الواحد، كما أننا لا نفرق بين الحياء الحقيقي والحياء المصطنع، وقد كان النبي رجل به حياء حقيقي، كما قالت عنه السيدة عائشة.
واستغرب اريك يونس الذى اعتنق الإسلام منذ كان عمره 27 عاما من كون المسلمين مستغرقين تماما فى السؤال عن الحلال والحرام في كل شيء حتى عن الماء، وأنهم يكثرون من الأسئلة مع أن السنة النبوية تؤكد أن النبي كان يضجر من كثرة الأسئلة، لكن الفقهاء هم من صنعوا ذلك وجعلوا المسلم يؤمن بفكرة أنه مذنب طوال الوقت وخاضع لـ الخطيئة الأولى وهى فكرة مسيحية، كما استغرب إريك أن المسلمين لا يزالون يناقشون مسألة هل تحديد النسل حلال أم حرام مع أن الصحابة كانوا مؤمنين بتحديد النسل منذ قرون.
ومن جانبه قال الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومي للترجمة، والذي قام بترجمه كلام إريك يونس في الندوة، إن كتاب المستقبل للإسلام الروحي مهم جدا ويمتاز بالجرأة ويطرح عددا من القضايا التي تخضع للاتفاق أو الاختلاف، لكنها تملك طوال الوقت قدرتها على محاورة العقل، والكتاب ليس موجها للغرب فقط، لكنه موجه للمسلمين كافة.
بينمارأى الدكتور أسامة نبيل، مراجع الكتاب، والأستاذ بجامعة الأزهر، إن كتاب "المستقبل للإسلام الروحاني" من أهم الكتب التي رصدت الواقع الإسلامي في القرن الـ21 واحتوى على تحليل لواقع المسلمين المعقد، حيث يذهب إريك يونس إلى أنهم صاروا عاجزين على حمل الوديعة الإلهية.
وتايع أسامة نبيل، ان القضية الأساسية التي ناقشها الكتاب هي مشكلة المعنى، خصوصا أننا صرنا نعيش واقعا من العدمية و"ثقافة الحقد" والإرهاب الذي نراه هو عرض لهذا الأفكار، كما أننا صرنا نعيش نوعا من الاستهلاكية الدينية التى لا خروج منها سوى بالحكمة الصوفية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة