"أنا مش فاضيلك"، كانت هذه هى الكلمة التى وقعت على صدر الطفل الصغير الذى كان يعتمد على أحد أقاربه لإنهاء ما يطلبه الأساتذة فى الرسم، حيث كان يعتمد الطفل على هذا القريب نظرا لموهبته فى الرسم وهو كان يساعده حتى ضاق صدره، فنصحه بالاعتماد على نفسه قائلا له إنه لن يستمر فى مساعدته بالرسم.
حولت كلمة "أنا مش فضيلك" حياة الطفل وجعلته يجتهد فى الرسم حتى اكتشف أنه يحب الفن وأن الموهبة موجودة لديه بالأساس، لكنه كان يعتمد على الغير ولم يفكر يوما فى البحث عن هذه الموهبة.
يقول هانى أحمد السيد البردينى 35 سنة ابن محافظة الشرقية والحاصل على دبلوم صنايع، إنه كانت لديه موهبة الرسم من صغره ولكنه اكتشفها نتيجة الظروف، حيث كان هناك أحد أفراد العائلة الذى يرسم أحسن منه وهو من كان يقوم بعمل واجبات الرسم له منذ الصغر، ومع استمرار ذلك، اعتذر له قائلاً: "أنا مش فاضيلك" الأمر الذى أجبر هانى على الاعتماد على النفس فى واجباته واكتشف حينها أنه يمكن أن يرسم لحاله دون مساعدة من أحد.
لم يكترث للأمر فى البداية ولكن عندما سافر إلى مدينة شرم الشيخ باحثاً عن العمل، وجد أن موهبته تنادى عليه، "وذلك وفقا لحديثه"، فقد وجد أن هناك فنانين يرسمون اللوحات وبيعها للسياح من كل مكان، وعندما ذهب ليعرض موهبته، شعر بالإحباط عند رفضه لأنه لا يقارن بهم، لكنه أصر وتفرغ لتنمية هذه الموهبة فعمل هانى على نفسه وتعلم أصول الرسم والخطوط وكل هذا فقط كى يقبلوه من هم أكبر منه موهبة، وبالفعل حدث وبدأ هانى فى رسم اللوحات وكسب الرزق.
ابيض واسود
الباليه
عند ركود السياحة بدأ هانى يشعر وكأن حلمه يضيع مما دفعه للنزول إلى القاهرة ربما يجد لموهبته مأوى يحتويها، ولكن كانت الظروف أقوى منه ومن زوجته وطفلته البالغة من العمر حوالى سنة ولم يجد من يقدر رسوماته ولوحاته، الأمر الذى دفع زوجته إلى طلب الطلاق والبعد النهائى عنه فى تلك الظروف.
لوحات هانى
لوحة أبيض وأسود
لوح
لوحاته عن مصر قديما
يقول هانى لليوم السابع إنه لن يستكمل مشواره دون هدف بل لديه حلم وهو أن يجد مكان يعرض فيه لوحاته ويذاع صيته والأهم أن يضم الشباب الآخرين الذين لديهم نفس موهبته كى يساعدهم وينمى قدراتهم ويكسبهم الرزق حتى لا يمرون بنفس الظروف التى يمر هو بها.
لوحة هانى
لوحة
هانى بجانب لوحاته
هانى ولوحات الشارع
هانى
هانى يرسم بالألوان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة