قال الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، وعضو مجلس حكماء المسلمين، إن "عالمنا اليوم يواجه أزمات على كافة الجوانب، وأخطرها أن يقتل الإنسان أخاه تحت أى مسمى، ولقد علمتنا دروس الحياة ضرورة جلوس المتصارعين بعد أن تتعبهم الصراعات والحروب، لوضع حل لأزماتهم، فالإنسان خلق فى الأرض ليعمرها لا ليخربها".
جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لأولى جولات الحوار بين عدد من الشباب الذين يمثلون الأطراف المعنية بالصراع فى ولاية راخين بميانمار، تحت عنوان : "نحو حوار إنسانى حضارى من أجل مواطنى ميانمار (بورما)".
وأضاف زقزوق "نواجه اليوم أزمة من تلك الأزمات وهى أحداث ميانمار، ولا شك فى أن الأزمات العنصرية تنمو فى غياب الإنسانية، وكلنا مطالبون بوضع حد للدمار القائم، بما أعطانا الله من ملكات، وما يتابعه العالم اليوم من اضطهاد لمسلمى الروهنجا يتطلب منا الوصول لحل حاسم لهذا النزاع، فنحن نعلم أن ما يذاع فى وسائل الإعلام قد يكون صحيحًا أو مبالغ فيه، لذا على الحكماء أن يجتمعوا لبحث جذور المشكلة ويتناقشون حول ما يمكن طرحه من أفكار لحل الصراع، ولن يتحقق ذلك إلا إذا صدقت النوايا"، متمنيًا أن يسفر هذا اللقاء عن نتائج مهمة تتنباها حكومة ميانمار، قائلًا إن "التعددية فى ميانمار لا يجب النظر إليها على أنها نقمة، بل يجب النظر إليها بأنها نعمة، والمطلوب من كل الفرقاء أن يغلبوا عقولهم ومصالح الجميع".
يأتى الحوار انطلاقًا من دور مجلس حكماء المسلمين فى العمل على نشر ثقافة السلم والتعايش فى كافة ربوع العالم، وبرعاية ورئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، ويشارك فيها عدد من شباب المجتمع البورمى من جميع الدِّيانات (البوذية والإسلام والمسيحية والهندوسية)، بحضور عددٍ من السُّفراء والأدباء والمفكِّرين والإعلاميين.
وتستهدف الجولة الأولى من الحوار التباحث مع الشباب حول سُبُل العيشِ المشترك، والوقوف على أسباب الخِلاف في ميانمار، ومحاولة وضع حلولٍ جذريَّة لإنهائه وترسيخ أُسُسِ المواطنة والعيش المشترك بين المواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة