مصر ليس لديها آبار من البترول، ولا مناجم ذهب ومعادن نفيسة، ولم تجُد عليها الطبيعة بثروات خارقة، فهناك دول تستيقظ كل صباح، فتمطر لها السماء بترولاً ودولارات، دون تعب أو عرق أو مجهود، وهناك دول تشقى وتكد وتعمل ليل نهار من أجل لقمة العيش، ويجب أن ندرك أن مصر دولة من النوع الثانى «اللهم لا قر ولا حسد» ولكن هكذا «الدنيا أرزاق قسمها الخلاق»، والحمد لله على نعمته.
مصر كانت راضية بعيشتها رغم افتقاد معايير العدالة الاجتماعية، حتى هبت عليها أعاصير 25 يناير، التى تجىء ذكراها بعد أيام، فجذبت البلاد والعباد إلى الوراء، وتولى أمرها جماعة إرهابية أرادت ابتلاعها، وعصابات من نشطاء الخيانة والتآمر والتسريبات، ولايزال هؤلاء يعيشون حتى الآن على أمل أن تتعثر البلاد، فتسوء أحوال الشعب، وتعم الفوضى والخراب، فيعودوا من جديد فوق الحطام والأشلاء، ويتضاعف يأسهم كلما انفرجت أزمة أو ارتفع بناء.
مصر تحفر فى الصخر، فالسعودية، مثلا، تنتج كل يوم 10 ملايين برميل بترول، تضخ فى خزائنها 400 مليون دولار مع كل طلعة شمس.. وروسيا تنتج 11 مليون برميل ثمنها 500 مليون دولار.. حتى دولة قطر تنتج يوميا ما قيمته 105 ملايين دولار.. أما مصر فلم تولد وفى فمها برميل بترول، ولا يتجاوز إنتاجها اليومى 50 مليون دولار تُستهلك فى الداخل، وتتكبد الدولة 65 مليار جنيه سنويا دعما للمنتجات البترولية.. عدد سكان مصر ثلاثة أضعاف عدد سكان السعودية، وعدد سكان قطر «750 ألف نسمة» مثل شارعين أو ثلاثة فى شبرا، ورغم ذلك تعانى تلك الدول ظروفا اقتصادية صعبة، وفرضت إجراءات صارمة، انعكست على المستويات المعيشية لشعوبها.. مصر تبحث عن أوراق قوتها وتحاول أن تستثمرها بأقصى درجة ممكنة، لم تعد الدولة المنكسرة التى تمد يدها انتظارا لمساعدات أو معونات من الأصدقاء أو الأشقاء، مصر شطبت كلمة مساعدات من قاموسها الاقتصادى واستبدلت بها مشروعات كبرى ستظهر نتائجها على أرض الواقع خلال الشهور المقبلة، وتسترد الثقة والسمعة الدولية تدريجيا، بما يمكنها من إعادة جذب الاستثمارات، وكان مستحيلا أن يحدث ذلك إلا باستقرار الأوضاع الأمنية والثقة فى النظام السياسى.
سماء بلادنا لا تمطر ذهبا وبترولا، والمصريون فى أمس الحاجة إلى الهدوء والاستقرار، لتسترد البلاد عافيتها، وتزيل آثار سنوات الفوضى والقلق والخراب.. مصر لا تحتمل ربيعا جديدا، لأن ربيع المتآمرين حفرة فى قاع جهنم، اكتوت البلاد بنارها ويقف الشعب لهم بالمرصاد.
عدد الردود 0
بواسطة:
صفوت الكاشف
//////////////// أذهب لتكتشف البترول فى قاع المتوسط ////////////////
التكوين الجيولوجى للبحر المتوسط (ربما) يكون مماثلا تماما لمثيله قى قاع المحيط القطبى الشمالى ... حيث وجُدت فى القطب كميات هائلة من البترول والغاز طبيعى .. ويعنى هذا وجود نفس الكميات أو قريبا منها لدينا فى المتوسطى (بالقاع طبعا) .. المشكلة هى مدى العمق الذى توجد به هذه الكميات (اللانهائية) وليس لدينا سوى شركة إينى الإيطالية تبحث وتنقب .. ولقد أعلنت عن بعض الأكتشافات منذ زمن مضى .. فهل نتوسع فى البحث عن مليارات البراميل ، ثم نتخيل أنفسنا واضعى برميلا واحدا من البترول فقط فى فمنا عوضا عن ملاعق الذهب .. على فكرة إسرائيل تلتهم مثل هذه الكميات بعد أن تنبهت لمكان الكنز .. فهل نفعل ، بدلا من أن نصل متأخرين إلى مائدة الثروة !!
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
اصبت
صح لسانك ... تسلم الايد اللي كتبت المقال استاذ كرم: جميع مقالاتك تعجبني ربنا ينور بصيرتك
عدد الردود 0
بواسطة:
مراقب
مقارنات
المقارنات شارع باتجاهين ... صحيح أن السعودية لديها بترول ، ولكن ماء الشرب يكلفها أكثر مما يكلفكم البترول ... فتأمل !! صحيح أن السعودية تواجه مصاعب اقتصادية .. ولكنها كدولة حديثة نسبيا ، وتجاربها التنموية لا تزيد عن 30 سنة . بالمقابل : لماذا لا تقارن مصر باليابان أو كوريا الجنوبية .. أو بالعدم سنغافورة ؟ لا بترول ولا أراضي للزراعة ، وقبل ستين عاما كانت مصر تسبقهم في التطور .. فما الذي حدث ؟ [ رجاء لا تعيدوا معزوفة الحروب المعروفة .. لسببين : أولا : حتى الدول المذكورة كانت في حروب عالمية أكبر وأعظم .. وثانيا : فحتى حروبنا لم تحقق شيئا .. والوضع بالكاد عاد إلى ما قبل 60 عاما ]
عدد الردود 0
بواسطة:
ASHRAF.WAFAEE
ياسلام...
يعنى لازم يكون فية بترول.. ما انت عند سيادتك دول كتير ماعندهاش بترول ومن مصاف الدول المتقدمة.. الفقر مش فقر فلوس ولكن فقر عقول.. والدول العربية اللى عندها بترول دى متقدمة.. منتظر يكون منها دولة عظمى .. على الله احنا ما نكرهش والله..